الخطيب يفتح المجال السياسي لبنكيران وأصدقائه

الشـــادلــي... بقلب مفتوح كان يرغب في إخراج أعضاء الشبيبة الإسلامية من جحورهم استمرت حركة الإصلاح والتوحيد، بعد 1986، وتواصلت المغازلة مع الأجهزة السرية للدول، مثل "ديستي"، وكان أعضاء الحركة يطالبون بمنحهم الترخيص لإقامة حزب خاص بهم، لكن لم يتمكنوا من تحقيق هذا المطلب، فلجؤوا إلى الدكتور عبد الكريم الخطيب، رجل القصر، الذي كان يرأس حينها الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية، الذي كان يبحث عن كيفية إخراج أعضاء الشبيبة الإسلامية من جحورهم، وكانت أول خطوة قام بها عند لجوء عبد الإله بنكيران وغيره إليه أنه أقنعهم بضرورة تقديم تنازلات والتخلي عن بعض الأفكار المتطرفة، وبالفعل تمكن من إقناعهم، فالتحقوا بحزبه. وظلت حركة التوحيد والإصلاح مستمرة في مسارها الدعوي، بعد أن اختار بعض أعضائها مسلكا سياسيا، مثل عبد الإله بنكيران وسعد الدين العثماني ومحمد يتيم والأمين بوخبزة وآخرين، لكن سينخرط في العمل السياسي، أيضا، تيار الشروق، الذي كان مصطفى الرميد، وزير العدل الحالي، ضمن أعضائه، علما أن هذا التيار سبق أن التحق بحركة الإصلاح والتجديد، ليتحول اسمها، بعد ذلك، إلى حركة الإصلاح والتوحيد، بالنظر إلى أنها انبثقت عن عملية توحيد بين عدد من التيارات الإسلامية الأخرى، مثل جمعية الدعوة التي أسسها البوشيخي والهراسي بفاس، والجماعة الإسلامية التي كان يقودها أحمد الريسوني. وهكذا أصبحت حركة الإصلاح والتوحيد تضم جناحين، الجناح الدعوي، الذي استمر في العمل في مجال الدعوة، والجناح السياسي، الذي كان يقوده عبد الإله بنكيران.وهكذا كانت أجهزة الدولة تفسح شيئا فشيئا لهذه الجماعة من أجل الانخراط في العمل السياسي، وتقرر، خلال 1999، في مؤتمر للحزب تغيير الاسم من الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية إلى حزب العدالة والتنمية. وشارك الحزب الجديد في الانتخابات، وحصل على تسعة مقاعد في البداية إلى أن وصلوا المرحلة التي يوجد عليها الحزب الآن. وهكذا انتهى المطاف بمكون من مكونات الشبيبة الإسلامية إلى العمل السياسي الرسمي، في حين أن الفئة التي ظلت متشبثة بوفائها للشبيبة الإسلامية، حتى بعد أن هجرها أغلب مكوناتها، انتقلت إلى العمل السري. والتحق أعضاء هذه الفئة بعبد الكريم مطيع بليبيا فتم تدريبهم على حمل السلاح. وانتهى بهم الأمر إلى اعتقال جماعي عندما هموا بالدخول إلى المغرب لتنفيذ عملية مسلحة، خلال 1984، تزامنا مع تظاهرة عربية كان المغرب يحتضنها. فعندما وصلوا إلى وجدة تم اعتقالهم، بمساعدة أفراد القوات المساعدة، وكانوا محملين بتمور محشوة بعيارات نارية. ووصل عدد الأفراد الذين تم اعتقالهم إلى 71 شخصا، وتمت محاكمة مجموعة 71، إضافة إلى عناصر غيابيا، بأحكام تراوحت بين الإعدام والمؤبد في أغلبها.وأخبرني بعض هؤلاء، لاحقا، أنهم شككوا في السرعة التي تمت بها عملية الاعتقال، ووجهوا أصابع الاتهام إلى عبد الكريم مطيع، الذي قالوا إنه كان يدرب العناصر ويرسلها إلى المغرب، ويتصل هو أو من ينوب عنه، بعد ذلك، بالأجهزة ليخبرها بتوقيت دخول هذه العناصر للمغرب، ليتم القبض عليهم، وذلك بهدف إعطاء إشعاع للشبيبة الإسلامية بإظهارها أنها ما تزال نشيطة على أرض الواقع وأنها لم تنته بعد.عبد الواحد كنفاوي

الخطيب يفتح المجال السياسي لبنكيران وأصدقائه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أثر الدين في بناء الشخصية المغربية

هافلانج وبلاتر في بيت أكوزال

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات