أصحاب “الشكارة” يغرقون الانتخابات بالمال

برلمانيون يتكتمون على المبالغ الحقيقية خوفا من قضاة جطو يستغل العديد من المرشحين الأثرياء إلى الانتخابات، بعض الطقوس الانتخابية، من أجل النفخ في الفواتير، وتقديمها إلى زعماء الأحزاب، للبرهنة على أنهم صرفوا أموالا طائلة في التغذية وكراء أسطول السيارات والقبعات والأقمصة. ولا أحد من العارفين بخبايا وأسرار الانتخابات يعرف بالضبط كم يصرف المرشحون من الأموال، سواء في تغذية المتعاونين معهم في توزيع الأوراق الانتخابية، أو كراء السيارات، أو إقامة الحفلات. وتعتبر هذه الأمور من الأسرار التي يجب عدم التصريح بها، لأن ذلك من شأنه أن يخلق لهم متاعب ومشاكل مع المجلس الأعلى للحسابات الذي يلزمهم بسقف محدد في تمويل الحملة، رغم أن عددا كبيرا منهم، لا يحصل على سنتيم واحد من أحزابهم، التي تتلقى بدورها دعما من المال العام يخضع إلى الافتحاص من قبل قضاة إدريس جطو. ويستغل العديد من المرشحين “أعوان الانتخابات” الذين يقدرون بالمئات من أجل توظيفهم في الدعاية الانتخابية، لكن حقيقة الأشياء، هي شراؤهم بطريقة غير مباشرة من أجل ضمان أصواتهم وأصوات عائلاتهم بوم الاقتراع. ويستغل بعض الأعيان الذين يستثمرون أموالهم في الانتخابات الأوضاع الاجتماعية المتدهورة، لإطعام الناخبين طيلة 15 يوما، من أجل ضمان أصواتهم، مع العلم أن الأزمة الاقتصادية، لن تؤثر على تكاليف الدعاية الانتخابية، خاصة مع تنوع أساليب وأدوات ووسائل الدعاية منها التلفزيون والصحف والإذاعة، بالإضافة إلى الدعاية المجانية على الأنترنت والفيسبوك وتويتر، التي غالبا ما لا يوظفها أغلبية المرشحين الأميين وشبه الأميين، باستثناء مرشحين من العدالة والتنمية الذين يستغلون مثل هذه الأدوات التكنولوجية من أجل التواصل. ولأن المال بات عنصرا أساسيا في كل محطة انتخابية، فإن بعض المرشحين، يشكلون الأغلبية، يخصصون أغلفة مالية ضخمة في كراء السيارات، خصوصا إذا كانت الدائرة الانتخابية كبيرة وشاسعة، إذ يفوق الأسطول في بعض الحالات 200 سيارة مكتراة طيلة زمن الحملة، وقد يصل ثمن كراء السيارة الواحدة 300 درهم في اليوم. مقابل ذلك، تنتعش بعض المهن الأخرى، نظير اقتناء القبعات والأقمصة التي تحمل صورة ورمز المرشحين، إذ تكلف صاحبها ميزانية لا يعلم سرها إلا هو. ويقوم المال بدور أكبر فى الحملات الانتخابية، إذ يشجع ويسهل الدعاية الانتخابية فى محاولة استقطاب المزيد من الأصوات. وتشكل سوق الانتخابات مناسبة لمكاتب الدعاية والإعلان والمقاهي والخطاطين، وأن تنوع أشكال الدعاية الانتخابية من لافتات وقماش أو بلاستيك وملصقات وبوسترات ومطويات وإعلانات طرق ونشرات الكترونية وصحف غير دورية وكتيبات، بالإضافة إلى الإعلانات في الصحف اليومية، يحول الحملات إلى رواج تجاري. ويعرف قطاع الدعاية والإعلان بجميع وسائله انتعاشاً، خاصة المطبوعات والملصقات، وغيرها خلال الحملات الانتخابية، وذلك لكثرة الدعاية التى يقبل عليها أعيان الانتخابات وأثرياؤها. وبعيدا عن هذا النوع من الحملات التي توظف فيها «الزرود» وكراء السيارات والتغذية والقبعات والأقمصة، بدأت تظهر للوجود ما يسميها البعض الدعاية الشاملة المدروسة، وهي التي يقوم فيها المرشح بإسناد الترويج لحملته الانتخابية إلى مؤسسة متخصصة، في الدعاية وتسويق صورته الانتخابية.عبد الله الكوزي

أصحاب “الشكارة” يغرقون الانتخابات بالمال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الأحزاب تحت رحمة مقاولي الانتخابات

ثمن الحصانة... السـر المدفون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات