العماري يعمق أزمة الاتحاد

لشكر يدافع عن التحالف مع "الجرار" بمبرر اقتسام معاناة وآلام سنوات الرصاص بكى اتحاديون بكاء حارقا، عندما علموا أن قيادة الحزب الجديدة بقيادة ادريس لشكر، قررت الجلوس مع حزب الأصالة والمعاصرة، وهو الحزب المرفوض من قبل رفاق محمد بوبكري، المناضل الاتحادي والصديق المقرب جدا لادريس لشكر، والذي ظل يرفع لاءاته، مطالبا بصوت مسموع بعدم التحالف مع أحزاب "المخزن" الجديدة. وليس محمد بوبكري، القيادي الاتحادي الوحيد الذي يرفض التقارب مع الأصالة والمعاصرة بقيادة إلياس العماري، الذي يبقى لغزا محيرا لكل الطبقة السياسية، بل إن العديد من الاتحاديين، لا ينظرون بعين الرضا لهذا التقارب بين الحزبين، رغم كل التبريرات التي يعطيها كبير الاتحاديين لهذا التحالف المرفوض من طرف العديد من أبناء حزب الشهيد المهدي بن بركة. ووسط هذا الرفض المعبر عنه، الذي ما فتئت رقعته تتسع، خرج ادريس لشكر، خرجة إعلامية جديدة، قال فيها، ردا على الرافضين للتقارب بين حزبي الاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، إن " ما نعتبره إيجابيا بالنسبة إلى حزب الأصالة والمعاصرة، هو الصداقة التي تجمعنا بعدد من مناضليه، كانوا معنا في المرجعية اليسارية نفسها، كما عاشوا معنا معاناة وآلام سنوات الرصاص الصعبة". وزاد الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، مدافعا عن التحالف، وفتح صفحة جديدة مع الباميين، قائلا "أعتقد أن ذلك سيجعلنا في التقاء مع بعض قادته في العديد من النقاط، من بينها القيم التي ناضلنا معا من أجلها". ولم يقتصر لشكر في دفاعه عن التنسيق والتحالف مع "البام" على برودة السجون التي قال إن اتحادييين وباميين تقاسموها في سنوات الجمر والرصاص، بل لم يخف اعتزازه بالحزب نفسه، عندما قال "نحن نعتز بأن اليوم داخل حزب الأصالة والمعاصرة، لدينا أصدقاء ورفاق جمعتنا معهم محطات نضالية في الجامعة، وما بعد الجامعة، وحتى في الحركة التلاميذية". ولم يكشف لشكر عن أسماء هؤلاء المناضلين الباميين الذين جمعتهم بحزبه محطات نضالية سابقة، هل الأمر يتعلق بإلياس العماري، أم بحكيم بنشماش، أم بعزيز بنعزوز؟ أم عبدالنبي بيوي، أم عابد اشكايل، أو محمد الحبيب بن طالب؟ وشكل إعلان إلياس العماري، أمينا عاما لحزب الأصالة والمعاصرة، عقب المؤتمر الأخير للحزب، إنذارا مسبقا للدخول في صراع مع إخوان بنكيران على كرسي رئاسة الحكومة في انتخابات أكتوبر المقبل، موظفا بذلك، رموز بعض الأحزاب التي كانت تنعت بـ"التاريخية"، وهو الأمر الذي حذر منه قياديون بارزون في حزب "الوردة"، سبق أن تعرضوا إلى طرد "مخدوم" حتى تبقى الساحة فارغة، كي يتم الإعلان من طرف صناع القرار الحزبي عن إبرام تحالفات على المقاس، وكما يشتهي إلياس العماري ومن معه. وكان الصراع في المشهد السياسي مشحونا بين الأحزاب التاريخية، إذ ظلت أحزاب العدالة والتنمية والاستقلال والاتحاد الاشتراكي في مواجهة مفتوحة، لكن انخفض منسوب الحماسة لدى قادة هذه الأحزاب في توزيع التصريحات وتبادل الاتهامات. ولعل محطة الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، ساهمت بشكل كبير في رسم معالم المشهد السياسي الحالي، بعدما أسفرت نتائجها عن تراجع ملموس للأحزاب الوطنية، وعلى رأسها الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي تكبد خسائر انتخابية فادحة، وفقد حفدة عبد الرحيم بوعبيد الكثير من قلاعهم الانتخابية في العديد من المدن، خاصة في الجنوب والرباط والدار البيضاء وفاس. عبد الله الكوزي

العماري يعمق أزمة الاتحاد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

فتح الناظور يطالب بفوز بالقلم

اللقماني: هدفنا مواجهة الفكر التكفيري

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات