السقاط… سلطان “سينترا”

لا يستقيم ليل العديد من رواد ملاهي وحانات وسط الدار البيضاء، دون أن يختموه على أنغام عود حسن السقاط وصوته المعتق وهو يردد خالدات محمد عبد الوهاب ومن جاوره من رموز الطرب. في ملهى "سينترا" ومنذ عقود، اعتاد مرتادو هذا الملهى الاستسلام لنغمات السقاط والتمايل طربا معها، إلى أن يشقشق الفجر، فيما السقاط يستجيب عن طيب خاطر لما يطلبه "السينتريون". علاقة حسن السقاط بأغاني محمد عبد الوهاب علاقة عشق لازم الفنان المغربي منذ الصبا، وجعلته أحد أبرز مؤدي أغاني موسيقار الأجيال، الذي أعجب هو نفسه بأسلوب السقاط في أداء أغانيه حين سمعه في إحدى المناسبات.مسار الفنان حسن السقاط لم تقتصر على تقليد الأغاني الشرقية التي برع فيها إلى حد أن شهرته في التقليد طغت على شهرته مطربا له رصيد محترم من أغانيه الخاصة لحنها بنفسه أو تعامل فيها مع نخبة من أشهر الملحنين.بملهى «سينترا»، كان يحج كل ليلة العديد من عشاق الطرب الشرقي الأصيل إلى هذا الملهى، ضاربين لأنفسهم موعدا ظل يجدد نفسه منذ حوالي ثلاثة عقود من الزمن دون كلل أو ملل، لأن السقاط كان يعرف كيف يتفنن في جعل مستمعيه يبلغون ذروة النشوة وهم ينصتون إليه مسترجعين في صوته الأيام الخوالي وأمجاد الطرب في أغاني محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش التي تخصص فيها حسن السقاط مع انحياز «مكشوف» ومحبب نحو عبد الوهاب، يتجلى ذلك من خلال الصورة التي تجمعه مع موسيقار الأجيال، والتي تعتلي مباشرة المكان الذي كان يقتعده مساء كل يوم ابتداء من منتصف الليل.وقبل أن يكون حسن السقاط نجم «السهرات الخاصة»، فقد كان اسما غنائيا بارزا تعززت به الساحة الغنائية المغربية خلال منتصف الستينات، ضمن جيل عبد الوهاب الدكالي وعبد الهادي بلخياط والحياني والحبيب الإدريسي والطاهر جيمي وغيرهم.التحق السقاط مبكرا بالمعهد الموسيقي خلال بداية الستينات بعد أن آنس في نفسه الموهبة وقضى فيه سبع سنوات، مكنته من سبر مجاهل الموسيقى والإلمام بقدر وافر من أسرار المقامات العربية.وخلال مرحلة الدراسة، توطدت علاقته أكثر بأغاني محمد عبد الوهاب التي بدأ في حفظها منذ سنوات الصبا، إلى درجة أنه أصبح بارعا في أدائها إلى جانب أغاني فطاحل الطرب الشرقي أمثال محمد عبد المطلب وعبد العزيز محمود ومحمد قنديل وفريد الأطرش، مما فتح الباب أمامه للمشاركة بأداء أغاني هؤلاء في السهرات الأسبوعية التي كانت تقام بالمسرح البلدي للدار البيضاء. ومن الطريف أن تكون أول أغنية اشتهر بها حسن السقاط، هي رائعة «عدوية» لمحمد رشدي التي سجلها السقاط على أسطوانة، ونالت نصيبا وافرا من الشهرة في المغرب بفضل أداء حسن السقاط المتميز لها.وأتيحت للسقاط بداية السبعينات فرصة مقابلة الموسيقار محمد عبد الوهاب بالقاهرة، بعد أن غنى في حضرته في عيد ميلاده، كما تعرف خلال الزيارة نفسها على الراحل فريد الأطرش الذي أبدى إعجابه بأسلوبه في الغناء. اسم حسن السقاط عصي على التجاهل والنسيان لكل من يريد استحضار نجوم الغناء الليليين في الدار البيضاء، رغم أنه اختار قبل أشهر الانزواء عن الجميع ومبارحة مكانه الأثير على عرش "سينترا" تاركا السؤال حول أسباب الغياب معلقا.ع . م

السقاط… سلطان “سينترا”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أشهر الفنانين العرب غنوا في المطاعم

الليل فرض علي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات