رفعت المصالح الصحية وتيرة تدخلها لاحتواء مرض "سوسة النخيل الحمراء"، الذي يعتبر أخطر آفة تهدد النخيل، ذلك أن مجالات التدخل العلاجية تظل محدودة في هذا النوع من الأوبئة، الذي رجحت مصادر، دخوله من إسبانيا، إذ انتشر المرض على نطاق واسع في طنجة، وتركز بشكل كبير في نخيل الزينة فصيلة "نخيل الكناري"، المستورد في الأصل من الخارج، خصوصا النخيل الذي يقل عمره عن 14 سنة، الذي يظل المستهدف الأول من قبل الحشرة، المعتبرة عدوا خفيا من قبل الباحثين في مجال الصحة النباتية، والتي تسببت في خسائر بملايير الدولارات في دول الخليج وتركيا.وكشف نور الدين نصر، الخبير لدى منظمة الزراعة والأغذية العالمية "فاو"، المكلف بإنتاج وحماية النباتات، في تصريح لـ"الصباح"، أن المصالح الصحية المغربية، تحديدا المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية "أونسا"، طلب من المنظمة العالمية مده بالخبرة والمعلومات حول مرض "سوسة النخيل الحمراء"، وقام بإجراءات لاحتواء المرض، من قبيل قطع النخيل الذي سجل مستوى إصابة متقدما، ومداواة البعض الآخر، واحتواء البؤر الوبائية، إلى جانب وضع فخاخ لرصد وتتبع المرض، موضحا أن هناك شكوكا حول انتشار هذا المرض في سبتة ومليلية المحتلتين، ذلك أن السلطات في المدينتين، رفضتا التنسيق مع "أونسا"، من أجل احتواء المرض، ما اضطر المكتب إلى وضع فخاخ حولهما، من أجل رصد تقدم المرض.وأضاف نصر، الذي ينشط في المكتب الفرعي لـ"فاو" في شمال إفريقيا، أن مرض "سوسة النخيل الحمراء"، الذي رصد في المغرب قبل تونس، وتتم متابعته ضمن "مشروع إدارة سوسة النخيل الحمراء في شمال إفريقيا"، يرتبط بواردات نخيل الزينة، المستخدم في تأثيث الطرقات والحدائق والمرافق العمومية والخاصة، وينتقل بسرعة بواسطة الإنسان والحيوان والمركبات، علما أن الحشرة الكاملة، الناقلة للمرض، تمتلك القدرة على الطيران لمسافات بعيدة، في شكل طيران متواصل دون توقف، ولعدة كيلومترات طيران متقطع، ما يساعد على سرعة الانتشار، مشيرا إلى أن أولى حالات الإصابة المرصودة في تونس، سجلت بالقصر الرئاسي في قرطاج، بعد سقوط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، إذ كان يتم وقتها استيراد المنتوجات لصالح القصر دون المرور عبر الحواجز الجمركية.ومن جهته، أكد رحيل محمد أمال، رئيس مصلحة النباتات بالمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، في اتصال هاتفي مع "الصباح"، أن المكتب مستمر في تنفيذ إستراتيجية خاصة به منذ تسجيل أول إصابة بهذا المرض، بالتنسيق مع "الفاو"، موضحا أن المرض مازال حاليا في منطقة طنجة فقط، التي تم تقسيمها إلى ثلاث مناطق، ضمنها منطقة مصابة، قطرها خمسة كيلومترات، وكذا منطقة وسطى وأخرى غير مصابة، إذ يستعين المكتب في هذا الشأن، بيد عاملة للقيام بأعمال مراقبة الإصابات والمعالجة بالمبيدات ونصب الفخاخ، يصل مجموعها إلى 46 عنصرا مدربا، مؤكدا أنه تم قطع وإحراق 806 نخلات زينة منذ اكتشاف المرض، الذي تكلف معالجته نصف مليار سنويا، مع نصب فخاخ في مناطق الواحات، التي تظل مهددة بالتدمير، في حال بلغها المرض، يتعلق الأمر بتدبير وقائي يهم واحات ورزازات وزاكورة ومراكش، وكذا فكيك وكلميم والرشيدية.بدر الدين عتيقي