كليات الطب تتفادى الأسوأ

الطلبة احتكموا إلى العقل وتجنبوا خسائر مالية ومعنوية فادحة منذ منتصف أكتوبر الماضي، استشعرت الحكومة مخاطر "سنة بيضاء" بكليات الطب والصيدلة، حيث دشن آلاف الطلبة الأطباء، حملة مقاطعة مفتوحة للدروس والتداريب الاستشفائية والامتحانات السريرية، احتجاجا على "مسودة أفكار" متعلقة بالخدمة الصحية الإجبارية، وصفوها بغير المنصفة، وتهدف إلى اقتطاع سنتين من عمر المتخرجين من أجل العمل المجاني خارج المدن الكبرى، بتعويضات هزيلة ودون ضمانات في الإدماج في الوظيفة العمومية.في هذا الوقت، تسلم عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، زمام الأمر من وزيري الصحة والتعليم العالي وتكوين الأطر، وقرر الحديث، بلغة مباشرة، إلى الآباء والأساتذة والطلبة والأطباء الداخليين والمقيمين، داعيا إياهم إلى "المساهمة الإيجابية والمسؤولة لاستئناف السير العادي للسنة الجامعية بما يجنب كليات الطب والصيدلة وكليات طب الأسنان وطلبتها توقفا مكلفا زمنيا وماديا ومعنويا".الكلفة المادية والمعنوية والمادية المترتبة عن مشروع «سنة بيضاء»، أثارها بنكيران، من جديد، في دورة للمجلس الحكومي، تزامن مع تدخل أمني عنيف بكلية الطب بالرباط أعقبه اعتقال ستة طلبة، حين قال إن أمد مقاطعة الدروس والتداريب طال أكثر من اللازم، وبلغ درجة لم يعد يسمح بها.وأكد رئيس الحكومة، في الاجتماع الرسمي ، أن حرية متابعة الدراسة مضمونة قانونيا، وأن الدولة ستقوم بواجبها بكل جدية كي تسمح للطلبة الذين يريدون متابعة دراستهم بولوج المدرجات والأقسام والمصالح، أما الذين يتصورون أن مصلحتهم في أن يستمروا في هذا الإضراب، الذي يهدد أن تكون هنالك سنة بيضاء ويهدد مستقبلهم أطباء، هؤلاء هم كذلك أحرار ولا يمكن لأحد أن يمنعهم من ذلك.شبح «سنة بيضاء» الذي كان، يخيم على سماء كليات الطب قبل قرار الطلبة التراجع عن المقاطعة، دفع بنكيران ووزيره في العدل والحريات، إلى الإسراع بتلبية دعوة للقاء أعضاء من التنسيقية الوطنية للطلبة الأطباء، وهو اللقاء «الأبوي» الذي نظم بمنزل رئيس الحكومة ودام أكثر من ثلاث ساعات، ناقش فيها الطرفان مشروع الخدمة الوطنية الإجبارية في جميع جوانبها وموقف المقاطعين منها، كما جرى الاتفاق على صياغة بيان، موقع من وزيري الصحة والتعليم العالي، يتضمن ثلاث نقاط مطلبية أساسية، مقابل فك حملة المقاطعة والعودة إلى المدرجات.وتمحورت النقاط الثلاث على أولا، مراجعة قيمة التعويض الشهري لينتقل من 110 درهم، إلى 1500 درهم، ثم إشراك الطلبة في مشاريع إصلاح قطاع الصحة، وثالثا، اعتبار مشروع الخدمة الوطنية الإجبارية، مجرد أفكار تتطلب النقاش والتنقيح والحذف، قبل المصادقة عليها.

كليات الطب تتفادى الأسوأ

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تكوين المهندسين والتقنيين لتقوية الولوجيات

إرباك الإصلاح البيداغوجي في الطب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات