شكل العنف اللفظي والجسدي، سمة أساسية في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية بجهة فاس مكناس، بعدما اختارته بعض الرموز في سرعتها النهائية لـ»الإقناع» أو تنحية منافسين من طريقها بعد إحساسها بـ»صهد» التغيير، فيما أدت شوارع الأحياء، سيما الغارقة في تهميشها، ضريبة «جهل» أغرقها بنفايات منشورات ضاعفت معاناة عمال النظافة الذين كثفوا جهودهم طيلة ساعات لتنقيتها وتخليص الدروب من صورها المقززة. وتحول أهم شارع بمركز جماعة وادي إفران، ليلا إلى حلبة لاستعراض العضلات، بعد فشل لغة الإقناع، في نزال سالت فيه دماء مجندين في حملة أعوزها النضج، سيما بعدما أصيبت امرأة في رأسها رميت بقارورة من سطح مقهى، لينطلق مسلسل «الكر والفر» على إيقاع «حرب» عكرت هدوء موقع، لتفقد الورود والسنابل، طعميهما ورائحتيها، بعدما ذاب حبل الود بينهما ساعات قبل إقفال باب اللغو في انتظار ساعة الحسم في الأجدر بالمهمة.3 أشخاص بينهم امرأتان، على الأقل نقلوا إلى المستشفى الإقليمي بأزرو، بعد إصابتهم بجروح متفاوتة الخطورة أسالت دماءهم التي لم تحتج إلى “كراطة” لغسلها من شارع لوثته اشتباكات في معركة لاحت بوادرها من قبل، ما أجج غضب مناصرين استنجدوا بالسلطات لإنصافهم من “استفزاز” غير محسوب العواقب، كاد يحول الموقع إلى “بركة دماء” قبل ساعات من “الامتحان الجماهيري” حيث يعز المرء أو يهان. المشهد نفسه استنسخ بحي الليدو بفاس، لما أوقف شباب يبدو أنه “موحى إليه”، زحف “الجرار” المزهو بجولته الاستعراضية بأهم شوارع المدينة انطلاقا من “سان لوي”، على إيقاع شعارات طالبت وكيل لائحته بالرحيل، بألفاظ منتقاة من سلة الشارع، قبل أن تسود لغة “العصا”، على شاكلة ما وقع قبل ذلك في المدينة العتيقة وجنان الورد، لما لطخت السنبلة والكتاب، بدماء حامليهما في جولات حفت بالمخاطر. الاستفزازات نفسها شهدتها مواقع أخرى، سيما المرينيين وبنسودة بين لوائح متنافسة، بعد ساعات من مواجهة دامية وحامية الوطيس بين إخوة جمعهم “التراكتور” في “حرث البلاد”، قبل أن تفرقهم الانتخابات. والحصيلة 5 جرحى و3 سيارات أصيبت بخسائر، في “حرب” استعملت فيها الآلات الحادة والعصي والحجارة، قبل وصول تعزيزات أمنية لوقف نزيف هذا الصراع الحاد بين أنصار الميزان والجرار.حميد الأبيض(فاس)