تلاميذ هاي كلاس

حينما يحين موعد الدخول المدرسي، نادرا ما يتمكن أحمد، الذي يعمل سائقا خاصا لدى عائلة فاحشة الثراء بكاليفورنيا في البيضاء، من استقطاع وقت حتى يشرف على عودة أطفاله إلى المدرسة، إذ تزداد حدة تنقلات أفراد العائلة التي يشتغل لديها، نحو أرقى المحلات، للبحث عن لوازم الدخول المدرسي.لا يخفي السائق، أن تاريخ فاتح شتنبر من كل سنة، يعني أن أول رحلة سيقوم بها، ستقوده نحو مطار محمد الخامس الدولي، لنقل أبناء مشغله نحو البيت، عائدين من باريس ومدريد، حيث سافروا من أجل اقتناء حاجيات دخولهم المدرسي من ملابس فاخرة وحاجيات لا توجد بالمغرب.ولا يتردد أفراد العائلة، في بعض الأحيان، حسب أحمد، في الحجز والسفر من جديد، لاستبدال قطعة أو لاقتناء أخرى، بعد أن يكون الأبناء، قد علموا أنها "موضة" الموسم، وفاتهم اقتناءها. وحسب ما تلتقطه أذناه من معلومات، فحدة التباهي بين أبناء الأغنياء، تبلغ مداها خلال هذه الفترة من السنة.ولعل المثير في السنوات الأخيرة، أن فاحشي الثراء، شرعوا في الانفتاح على الثقافة الأمريكية، على حساب فرنسا، فصار بعضهم يعبرون المحيط الأطلسي، نحو نيويورك، لاقتناء حاجياتهم من الملابس.وفي البيضاء، تسارع محلات العلامات التجارية بالمعاريف و"أنفا بلاص" و"موروكومول"، إلى الإعلان عن عروض خاصة بالدخول المدرسي، ويشتد التنافس بينها لاستقطاب أبناء البورجوازية الصغيرة، لاقتناء آخر تصاميم موسم الخريف. ولا يتوقف الأمر على الملابس، بل يشمل حتى الأدوات المدرسية، إذ بمجرد أن تقترب العطلة من نهايتها، يلج الأبناء إلى البوابات الإلكترونية للمحلات التجارية، للتعرف على جديدها، أو استقاء معلومات عن أي شكل اشتد الإقبال عليه ببلدان مثل فرنسا، حتى يكونون سباقين إلى نقله إلى المغرب، بمجرد دخولهم من العطلة.ولا تخفي خولة، إطار في وكالة بنكية، أن رغبتها في ضمان تعليم جيد لأبنائها، بتسجيلهم في مدرسة يرتادها الأغنياء، جعل أطفالها يصابون بعدوى التباهي، وحتى لا يحسون بمركب نقص، تضطر إلى مسايرة إيقاع الأغنياء، باللجوء إلى قروض الاستهلاك.امحمد خيي

تلاميذ هاي كلاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

انتخابات الصحراء تقسم "بوليساريو"

سوق الكتب... الجودة لتبرير الأسعار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات