سوق الكتب… الجودة لتبرير الأسعار

أسر تبحث عن "الماركات" وتؤمن بالمثل الشعبي "عند رخصو تخلي نصو" تضع المكتبات والمحلات التجارية الكبرى المتخصصة في بيع الأدوات والكتب والمراجع المدرسية، اللمسات الأخيرة على رفوفها استعدادا لاستقبال الأفواج الأساسية من الأسر والتلاميذ، علما أن الفضاءات الخاصة ببيع الحقائب وحاملات الوجبات الغذائية، والوزرات والبذلات والأحذية الرياضية والتجهيزات الخاصة بالرسم والمعامل اليدوية، فتحت، منذ أسبوع، أروقتها لعرض جديد موسم 2015.وخصصت المراكز التجارية الممتازة بالبيضاء أماكن خاصة باللوازم المدرسية، وأكستها حلة مدرسية خالصة وزينتها بكل ما يمكن أن يجذب الزبناء، كما اجتهدت متاجر أخرى في عرض منتجاتها ووضعها في أروقة بارزة، لإثارة انتباه أكبر عدد من الأسر والتلاميذ والأطفال الذين تستهويهم الألوان وأبطال الرسوم المتحركة والدمى الشهيرة. ورغم وفرة العرض، تبقى الأسعار مرتفعة على نحو مبالغ فيه، حسب عدد من الأسر التي التقتها «الصباح» في زيارتها لمركز تجاري كبير بعمالة مقاطعات أنفا. فأسعار الحقائب المدرسية تتراوح ما بين 200 درهم و800، حسب الحجم والنوع، كما تعرف اللوازم الأخرى زيادة كبيرة في أسعارها، مقارنة مع أسعار الأسواق الشعبية.مستخدم بالمركز التجاري نفسه قال لـ»الصباح» إن الاستعدادات للدخول المدرسي بدأت، منذ شهرين تقريبا، إذ طلب المركز كميات كبيرة من اللوازم المدرسية ذات النوعية والجودة الممتازة، كما وضع إستراتيجية خاصة بالتسويق، مؤكدا أن الأسعار مناسبة وتراعي جودة المنتجات ونوعيتها.وقال المستخدم إن جل زبناء المركز التجاري من الطبقة المتوسطة التي حسمت في أمر تمدرس أبنائها مبكرا، وسجلتهم بالمدارس الخاصة، ولا يهمهم الثمن بقدر ما تهمهم الجودة.غير بعيد عن الرواق المخصص للحقائب المدرسية، يقف «عبد الله» الذي يحمل في يده واحدة بلون أسود يظهر عليها سعر 499.90 درهما، نزولا تحت طلبات ابنه البالغ 11 سنة.عبد الله قال لـ»الصباح» إن السعر عاد، معتبرا الحقيبة من النوعية الممتازة، عكس الحقائب التي تباع في الأسواق الشعبية التي اعتبرها رديئة الجودة. وأضاف أن الإنسان يجب أن يضحي بالغالي النفيس من أجل تعليم أبنائه في أحسن الظروف، مؤكدا أن مصاريف دخول ابنه إلى المدرسة تتجاوز ثلاثة آلاف درهم.عكس ذلك، اعتبرت مريم، أم، أن الأسعار مبالغ فيها، خصوصا أنها موظفة بسيطة، وراتبها لا يكفيها حتى لمستلزمات البيت، مؤكدة، في تصريح لـ»الصباح» أن ميزانيتها تعرضت لنزيف لتزامن رمضان والعطلة الصيفية، كما لجأت إلى الاقتراض لضمان تسجيل أبنائها الثلاثة الذين تطلب دخولهم أكثر من 5 آلاف درهم.عائشة، التي كانت بصحبة ابنتها، لاحظت بدورها أن ثمن المستلزمات المدرسية بالمركز مرتفعة شيئا مقارنة مع السنة الماضية، وقالت كيف يعقل أن تجد حقيبة بـ700 درهم، ومن له أربعة أبناء كيف يدبر أمورهم، وأن أغلب الأسر الفقيرة تبقى محرجة أمام هذه الأثمنة، وأنها ستتجه إلى الأسواق الشعبية لشراء ما تحتاجه من مستلزمات مدرسية، وأن الأسواق التجارية الكبرى «زادو فيه بزاف» على حد تعبيرها. ويشار إلى أن عملية الدخول المدرسي الحالي، تعرف ارتباكا حقيقيا، لتزامنه مع الانتخابات المنظمة أمس (الجمعة)، إلا أن عودة التلاميذ إلى محيطهم المدرسي يبقى له طعم خاص، خصوصا بالنسبة إلى التلاميذ الجدد الذين سيكتشفون عالم لأول مرة.رشيد اجعيبر (صحافي متدرب) تكاليف مرتفعة خلص استطلاع أنجزته جمعية حماية المستهلك «أونيكونسو»، لدى مجموعة من آباء و أولياء التلاميذ، من أجل استيضاح موقفهم من التكاليف التي يؤدونها مقابل تمدرس أبنائهم في مؤسسات التعليم الخصوصي، ليكشف أن نسبة 85 % من العينة المستجوبة تعتبر تكاليف التمدرس مرتفعة وغير مبررة، في حين أن 15 % يرونها مقبولة. وأفاد 42 % من المستجوبين أن تكاليف التمدرس مرتفعة جدا، بالمقارنة مع إمكانياتهم، في حين لا تتعدى نسبة الذين يعتبرون أن تكاليف التمدرس مقبولة 18 % من إجمالي عدد المستجوبين. واستنتج المشرفون على الاستطلاع أن تكاليف التمدرس تعتبر مرتفعة جدا، بالمقارنة مع مستوى دخل الفئات المتوسطة. ب.ع

سوق الكتب… الجودة لتبرير الأسعار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تلاميذ هاي كلاس

الرشوة ترفع صوت الوسيط

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات