الحسن الثاني… أسلوب آخر

"كان له أسلوب متفرد في التعامل مع محاوريه من الصحافيين الأجانب، لا يتوفر لدى أي رجل دولة آخر"، يقول بشير الزناكي، مدير تحرير جريدة "لبيراسيون" خلال الفترة الممتدة من 1993 إلى 2004، كاشفا لـ"الصباح"، الانطباع الذي يحتفظ به عن الخرجات الإعلامية للملك الراحل الحسن الثاني. لقد كان للملك الراحل، "ريبيرتوار" من الحوارات والاستجوابات، تحظى إلى اليوم، بنسب مشاهدة عالية في شبكات التواصل الاجتماعي وموقع "اليوتوب"، ليس فقط لأن الحسن الثاني، كاد يكون عالما في المستقبليات، وتوقع أحداثا كثيرة، بل لأنها حابلة بمواقف وطرائف، تشهد له، بسرعة البديهة، والذكاء، ولا يتوفق الصحافيون في الإيقاع به. واحد من تلك المقاطع، مقتبس من حوار مع برنامج "7 على 7"، الذي كانت تعده آن سانكلير، الصحافية الفرنسية الشهيرة والزوجة السابقة للسياسي الاشتراكي دومنيك ستراوس كان، المدير السابق لصندوق النقد الدولي، وفيه يبرز الملك الحسن الثاني، رجل تواصل بامتياز، ويدرك، بشكل جيد، متى يريد الصحافيون الإيقاع به. في المقطع، تظهر معدة أنجح برنامج حواري فرنسي خلال الفترة (1981-1997)، وهي تزرع سؤالا كان ليضع رئيس دولة آخر، في موقف محرج، بتشبيهها شمال إفريقيا، بطائر، تعد تونس رأسه وليبيا صدره والجزائر جناحيه وموريتانيا رجلاه، والمغرب ذيله ! استفز السؤال أنفة ملك المغرب، لكنه لم يظهر لها ذلك، وقرر، في رد فعل سريع، تحويل الإهانة إلى ضربة جزاء قوية، فقام بموافقة الصحافية رأيها، وتأكيد نجاح التوصيف الذي اختارته، فقال: «نعم، إن الطائر الذي تقصدينه، هو الطاووس، ذيله هو أجمل ما فيه». وفيما كان الحسن الثاني، يبدد تخوفات من ينصحونه بتفادي الصحافيين اتقاء لأسئلتهم التي قد تكون محرجة، كان يجيب بالقطع، قائلا، إن «المحرج ليس الأسئلة، بل الأجوبة»، ويقصد بذلك، أنه لا يهاب مقارعة الصحافيين، بقدر ما يخاف عليهم، من أن تحرجهم أجوبته. ومع ذلك، نجح الحسن الثاني، في تفادي الأجوبة المحرجة، وهو أمر يرجع إلى خصاله وقدراته المتفردة، إذ قال بشير الزناكي، لـ»الصباح»، إن الملك الراحل «كان يتميز مع الصحافيين، بسرعة البديهة، وبسرعة الغضب في آن واحد، لكنه، كان ينجح دائما في إيجاد الطريقة المناسبة واللائقة لتجاوز الموقف». وإريك لوران، الصحافي الفرنسي المتهم في قضية ابتزاز الملك محمد السادس، سبق له، أن اعترف في 2010، بأن الملك الحسن الثاني، تمكن منه كثيرا، حينما كان يعد معه سيرته الذاتية «ذاكرة ملك»، بالقصرين الملكيين ببوزنيقة والرباط. لقد حاول إريك لوران، أن يستغل قبول الحسن الثاني، بالاشتغال على سيرته الذاتية، لكي يفتح له أرشيفه الشخصي ويصل إلى الوثائق، لكن الملك الراحل رفض تلك الصيغة، وبعد ما حدث الأسبوع الماضي، يظهر أن الملك الراحل توقع أن سريرة الصحفي، غير ثابتة وقد تتغير يوما ما تم الاتفاق على أن تكون صيغة الكتاب حوارا مطولا فيه سؤال وجواب، ذلك أن الصيغة الأخرى التي اقترحتها، والتي تقتضي فتح الأرشيف الخاص للملك لم تتم الموافقة عليه"، يقول إريك لوران. امحمد خيي

الحسن الثاني… أسلوب آخر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإعـلام الفرنسـي ناطقـا باسـم بوليساريـو

"لومونـد"... "البعبـع"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات