مراكز التسوق فضاءات للتباهي

مغاربة يتفننون في الاستهلاك على حساب رواتبهم ارتبطت عادات التسوق لدى فئات عريضة من المغاربة بالقفة و"المارشي" أو "السويقة" وباختيار المنتوجات الضرورية التي كانت تشكل الضروريات فقط، مع إضافة بعض الكماليات في بعض الحالات الاستثنائية ك "العراضات" والحفلات، قبل أن تعكس الآية في السنوات الأخيرة ويتحول ال"مارشي" و"السويقة" إلى مرجان وأسيما وتتحول القفة إلى "الكروسة".التغيير لم يشمل فقط ذلك بل تعداه إلى الاعتماد على الكماليات عوض الضروريات، لتتحول "الكروسة" إلى مجرد استعراض ليس هدفه إلا إظهار أن المعني بالأمر يتبع الموضة لا أقل ولا أكثر، وإلا كيف نفسر أن القفة الجديدة لا يمكن أن تجد فيها إلا الدقيق والزيت هما فقط المنتوجان الضروريان والباقي عبارة عن رقائق "الشيبس" و"نوتيلا" و"كونفليكس" والعصائر والمعلبات ومواد التجميل ومختلف أنواع الصابون. وإذا كان الأمر يبدو عاديا بالنسبة إلى البعض الذي اعتاد التسوق من المحلات الكبرى، بالنظر إلى مستواه المعيشي وقدرته الشرائية المرتفعة، فإن الأمر المثير للاستغراب والتساؤل يثار بالنسبة إلى بعض العائلات التي لا تتوفر إلا على "السنطيحة" أو "العياقة" فقط.ويعطي هذا الأمر نظرة على التحول الكبير في نمط استهلاك المغاربة بشكل كبير، خصوصا خلال العشر سنوات الأخيرة.ويمكن التأكد من هذا التحول في السلوك الاجتماعي وثقافة الاستهلاك لدى فئات واسعة من المغاربة، في جولة سريعة ببعض المحلات الكبرى، خاصة مرجان، إذ يمكن رصد الإقبال الكبير للمغاربة على توافه الأمور ك "عياقة" لإظهار القدرة الكبيرة على الاقتناء في الوقت الذي تتجه فيه غالبية الأسر نحو "الغراق" المبين.ورغم بعض الحملات التي تطلق هنا وهناك من أجل التوعية لتغيير أنماط الاستهلاك التي ظهرت بالمجتمع المغربي، إلا أن الأمر ما زال يثير الكثير من علامات الاستفهام، لأن المغاربة لم يكونوا يوما هكذا، بل كانوا الأقرب إلى العقلانية في التصرف وفي الاستهلاك، قبل أن يتحولوا بقدرة قادر إلى "العياقة" في المحلات التجارية الكبرى، والنتيجة تكون مأساوية، بعد أن يطلع رب البيت على تفصيل بطاقته البنكية، أو في بعض الحالات تكون النتيجة عند بوابة الأداء "الكيشي"، إذ تكون الصدمة قوية بالنسبة للمؤدي الذي قد يدخل في نوبة عصبية وهيستيرية على الزوجة، كما عاينت "الصباح" في إحدى المرات بمرجان.وفي الكثير من المرات يكون سبب "العياقة" التباهي لا أقل ولا أكثر وإظهار القدرة على أن العائلة تملك المال وتعرف الماركات العالمية ولا تقتني إلا إياها، وإلا كيف يتم تفسير أداء مبالغ مالية كبيرة على كماليات وليست ضروريات، رغم أن رب البيت لا يحسب حتى على الطبقة الوسطى؟أحمد نعيم

مراكز التسوق فضاءات للتباهي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

شعباني: قيم التمدن دفعت المغاربة إلى التباهي

أزيد من ثلث الأسر تقترض لتمويل كمالياتها

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات