ماذا يجري في أجمل بلد في العالم؟ ما هذه الحرب التي دخلها المغاربة بين تيارين، واحد "محافظ" والآخر"حداثي"؟ دون الحديث عن التيار المنافق، الذي يميل كل مرة إلى كفة رابحة. ما هذا التشدد والتطرف اللذان زادا عن حدهما ويكادان يدخلان البلد في فتنة خطيرة تكاد تودي بجميع المكتسبات، على قلتها؟أصبحنا نعيش في رعب بسبب كل ما يحدث أمام أعيننا وتتناقله وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية من فضائح وفيديوهات مرعبة، تجعلنا ندق ناقوس الخطر... فالمغرب في طريقه نحو "التدعشيش".ما حدث لفتاتي إنزكان لا يليق بمغرب 2015. إنها سبة في حق هذا البلد الذي اختار طريقه منذ زمن بعيد نحو الحرية والانفتاح والإسلام المعتدل. بأي حق يتم التهجم عليهما والتحرش بهما لمجرد أن لباسهما لا يروق للبعض؟ وما هذا الفصل البليد الذي تتم محاكمتهما على أساسه؟ وكيف أصبحت "الصاية" اليوم تهمة يعاقب عليها الناس قبل القانون؟ ثم كيف يسمح البعض لنفسه أن يشبع شابا ضربا وشتما وتعنيفا، فقط لأنه "خنثى" أو يشتبه في "شذوذه" الجنسي؟ إنها "الثقافة" الداعشية التي تنتشر بين صفوف المغاربة والبعض يهلل لها ويصفق. قبل أيام أيضا، ألقى رجال الأمن القبض على بعض الشباب الذي أفطر علانية في ساحة جامع الفنا بمراكش، بعد أن بلغ عنهم واحد من أصحاب دكاكين العصير المنتشرين هناك، وقد يكون صاحب الدكان نفسه الذي باعهم عصير البرتقال الطري وتقاضى ثمنه.لقد حالف الحظ هؤلاء الشباب لأن الساحة لم تكن تغص بالناس، وإلا لكانوا "دارو فيهم شرع يديهم" وأصبحوا اليوم في عداد الموتى وسكان القبور. لماذا أصبح الناس ينصبون أنفسهم أولياء على الدين وعلى القانون أيضا؟ كيف يمنحون أنفسهم الحق في محاكمة الآخرين وكأنهم خالون من الخطايا ومن الذنوب؟ كيف يسمحون لأنفسهم أن يبلغوا عن شخص "فاطر رمضان" ويبتلعون ألسنتهم وهم يشاهدون لصا سارقا يسلب الناس أموالهم في وضح النهار؟ كيف يسمحون لأنفسهم بشيطنة الآخر، فقط لأن له رؤية مختلفة عن رؤيتهم الضيقة التي لا تتجاوز أنوفهم؟لأصحاب الفكر المستنير، نعيدها مرة أخرى وسنظل نكررها من هذا المنبر... لا تكتفوا بالوقوف متفرجين على ما يحدث أمام أعينكم... اخرجوا للتعبير عن مواقفكم.... أعلنوها عاليا وبالصوت الجهور أننا بلد حر منفتح لن يسمح للظلاميين بأن يعودوا به إلى العصور الوسطى... لا تخافوا ولا تجبنوا وإلا "مشات على عينيكم ضبابة"... لا تسمحوا لإسلاميي اللحى والبراقع والتشادور أن يفرضوا علينا رؤيتهم للدين والدنيا... تشبثوا بالحق في ارتداء "الصاية" و"المايوه" و"اللي ما عجبو حال" فأرض الله واسعة...نعم... إنها حرب. المنتصر فيها إما سيجر معه المغرب إلى الوراء، أو سيتقدم به خطوات نحو مجتمع قائم على التسامح واحترام حرية الآخر في ظل قانون يستمد روحه من تحولات العصر وتطور العالم. النقاش في مثل هذه الحالات لا ينفع لأنه لا يصح بين طرفين متنافرين، أحدهما يدعي أنه يمتلك الحقيقة، ويريد أن يفرض رؤيته هو فقط، ولو بالعنف.مضحك ما فعلته بعض "المناضلات" من "صحابات الزيوفة"، في رد على وقفات "صايتي حريتي"، حين وقفن أمام البرلمان وهن يحملن شعارات "حجابي عفتي"... أي علاقة بين الحجاب وبين العفة؟ ثم... من تعرض لكن ونزع عنكن مناديلكن في الشارع عنوة تحت ذريعة "الصيف والصهد هادا"؟؟؟ الحاصول... رحم الله مغرب "الميكروجوب" وبوشعيب البيضاوي... (*) موقع في الواجهة www.filwajiha.com