العنصر … “عفاك غير اصبر معانا”

بنكيران يعتبره "ولد الناس" الذي تلقى الضربات من أجل أن تستمر حكومته ليس صدفة أن يصف عبدالإله بنكيران في النسخة الأولى للتعديل الحكومي امحند العنصر بـ"ولد الناس"، لما غادر دون ضجيج أبواب وزارة الداخلية، وقبل أن يتقاسم وزارة الإسكان والتعمير مع نبيل بن عبدالله، وأن يدخل معه مع مرور الزمن في حرب "الاختصاصات".ولم تمض إلا سنة وبضعة أيام، حتى انتقل العنصر من وزارة التعمير، إلى وزارة الشباب والرياضة، حيث في ظرف ثلاث سنوات بمعدل سنة، جلس فوق ثلاثة كراس وزارية، ضابطا بذلك إيقاع الأغلبية الحكومية، ومانعا إياها من السقوط، وبذلك يكون العنصر واحدا من الأعمدة الرئيسية التي يعول عليها بنكيران حتى لا تسقط خيمة الحكومة. ورغم أن العنصر يظهر للجميع أنه حائط قصير، فإنه يظهر عكس ذلك خلال الاجتماعات التي تعقدها الهيأة الوطنية للتحالف الحكومي. فيحكي أحد المقربين منه ل"الصباح"، عندما اشتد به الغضب في أحد الاجتماعات، أسمع بنكيران ما لم يسمعه، وذلك حول تكرار الخرجات الإعلامية لقياديين في حزب العدالة والتنمية، الذي يقود التحالف الحكومي، حيث رأى أنهم ينسبون فيها كل إنجازات الحكومة لوزراء حزبهم، ولأمينه العام، عبد الإله بنكيران، فيما يتم تهميش باقي الوزراء، بمن فيهم وزراء حزب "السنبلة". ويعرف بنكيران أكثر من غيره، أن العنصر وحزبه لا يريدان نسف الحكومة من الداخل، تماما كما فعل حزب الاستقلال، وأن كبير الحركيين يساهم في الحكومة من أجل مصلحة المغرب. وظل يرد على من ينسبون كل الإنجازات الحكومية الإيجابية لصالح حزب العدالة والتنمية، قائلا "هناك بعض الخطابات المغرضة، تتبنى الإنجاز بشكل أحاد، لكن إنجازات الحكومة ليست إنجاز حزب واحد، بل عمل شاركت فيه جميع الأحزاب المكونة للحكومة". وسبق للفريق البرلماني للحركة الشعبية بمجلس النواب، أن عبر للأمين العام للحركة عن "غضبه من تصريحات وزراء ونواب العدالة والتنمية، الذين يعلنون أن لهم الفضل في إنجاز كل شيء إيجابي، دون أن يذكروا أنهم يقودون الحكومة بمشاركة ودعم ثلاثة أحزاب أخرى، هي التجمع الوطني للأحرار، والحركة الشعبية، والتقدم والاشتراكية. هذه الاحتجاجات وصلت بسرعة إلى رئيس الحكومة الذي قال للعنصر وفق ما ذكرت مصادر حركية ل"الصباح" "أسي العنصر، إلا خطيتيني غادا تطيح الحكومة، عفاك دابا غير اصبر معانا، وأعاهدك بتصحيح كل هذه الأخطاء، لأنك أنت هو العمود الفقري للخيمة الحكومية".ومعروف عن امحند العنصر أنه رجل توازنات، ولا يسعى إلى الخلافات مع الآخرين، لكن هذا ليس ضعفا منه، ولا يمكن أن يستغل ذلك في أشياء أخرى بعيدا عن روح التضامن والتآزر مع كل الجهات التي يقتسم معها الحلو والمر، سواء في الحكومة أو خارجها. العنصر استطاع تحمل الضربات من أجل استمرار وإنجاح حكومة بنكيران، وأن الأخير يعرف بذلك، بل يعترف به في كل مجالسه الخاصة، فهو اول حركي يتولى وزراة البريد في عهد الراحل المعطي بو عبيد. ولم يكن مسار البدايات، يؤهل امحند لعنصر، ليصبح رجل سياسة، ولا أن يراكم الثروة الكبيرة، التي يحوزها الآن" هكذا تحدث أحد قدامى العمل السياسي، ممن اقتربوا كثيرا منه على مدى سنوات طويلة. فكيف كان مسار "العنصر" السياسي، وكيف حقق ذلك "النجاح" الذي يُمكن أن نقول بشأنه إنه "قصة صعود اجتماعي وسياسي" على الطريقة المغربية؟ يقول المصدر المقرب منه، إن "العنصر كان سيظل نكرة، كباقي ملايين المغاربة من جيله، لولا أنه اختار الالتحاق بعد نهاية دراسته الثانوية، أواخر ستينات القرن الماضي، بالمدرسة الوطنية للإدارة، المعروفة باسمها الفرنسي المُختصر: "لينا"وكان ذلك بالتحديد خلال الموسم الدراسي- 1968 1969.عبدالله الكوزي

العنصر … “عفاك غير اصبر معانا”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"المراقبة المستمرة" تربك الطلبة والأسر

قلق الامتحان يسبب "البلوكاج"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات