“المراقبة المستمرة” تربك الطلبة والأسر

البعض يلجأ إلى محاباة الأساتذة وتقديم رشاو مقنعة لتحصيل معدلات مرتفعة توسع آفاق التعليم العالي رفعت حمى الباكالوريا حرارة الاستعدادات لدى الطلبة والأسر، بعد اقتراب موعد الامتحان الوطني لنيل هذه الشهادة المؤهلة لولوج أسلاك التعليم العالي. اختبار فاصل يحدد مستوى الطلبة ويقيم مجهودا تعليميا طويلا على مدى المراحل التعليمية السابقة. وبين الأمس واليوم، ما زالت رهبة الامتحان طاغية وحاضرة في أذهان المرشحين وأسرهم، الكل يتمنى النجاح ونيل الشهادة "الغالية"، هم ما فتئ يتعزز بهم آخر يثقل كواهلهم، يتعلق الأمر بالمعدل العام، المحدد الرئيسي لقيمة الشهادة وأهمية النجاح، فهو المفتاح للالتحاق بالمعاهد والمدارس والجامعات المرموقة، التي أصبحت تفرض تحت ضغط الإكراهات اللوجستيكية والمالية، سقفا عاليا لمعدلات الباكالوريا المطلوبة لاجتياز مباريات التسجيل في هذه المؤسسات.أصبح هم نيل شهادة الباكالوريا أهون بكثير من هم تحصيل معدل كبير، فالطلبة والأسر صاروا مجبرين على رهن مخططاتهم المستقبلية بالمعدل المحصل عليه، فهذا المعدل يؤهل صاحبه للالتحاق بهذا المعهد أو ذاك، ويفرض بالضرورة توفير مخصصات تمويلية مختلفة حسب الحاجة، في الوقت الذي تشير الميكانيزمات المحددة للمعدل العام الخاص بنيل شهادة الباكالوريا، إلى احتسابه عبر تجميع نسب متفاوتة خلال سنتين من سلك الباكالوريا، ففي السنة الأولى تمثل المراقبة المستمرة والامتحان الجهوي ما نسبته 50 % من قيمة احتساب المعدل، فيما تحظى المراقبة المستمرة بنسبة 25 % والامتحان الوطني بالنسبة ذاتها خلال السنة الثانية، الأمر الذي يعكس أهمية النقط المحصل عليها خلال المراقبة المستمرة في حصد الشهادة بمعدل مرتفع.وفي هذا الشأن، لا يدخر الطلبة والأسر جهدا في سبيل رفع معدل المراقبة المستمرة، التي يتحكم في تحديدها الأستاذ داخل الفصل الدراسي، عبر فروض واختبارات دورية، تتداخل مجموعة من العوامل في تقييمها. الأمر يبدو للوهلة الأولى صعبا، فمصير الطالب بيد إنسان، تكفي جرة قلم منه بتوجيهه ذات اليمين أو ذات الشمال، لذا فالذاتية أو المزاجية أو غيرها من العوامل النفسية البشرية، أصبحت تتحكم في مستقبل الطالب، عبر تحديد المعدل الذي يستحقه عن مجهوده داخل الفصل. يؤكد إسماعيل، طالب في السنة الثانية من سلك الباكالوريا، شعبة علوم تجريبية، أن الالتحاق بمدرسة التدبير والمحاسبة التي يتمناها، يفترض منه بذل مجهود إضافي داخل القسم، معبرا عن الأمر بنبرة من الغضب، "يتعين بصراحة محاباة الأستاذ، والانخراط في خدمة دروس الدعم التي يقدمها في إحدى المدارس الخاصة". ضغط التنقيط إسماعيل وغيره من الطلبة الذين استقت "الصباح" آراءهم حول الظاهرة، تناوبوا على رواية مجموعة من القصص، التي تحكي عن لجوء بعض الطلبة إلى "رشوة" أساتذتهم، من أجل رفع معدلات المراقبة المستمرة، وذلك في شكل مجموعة من الصور، الظاهر فيها خدمات دعم وتقوية، والمستتر منها رشاوى لتحسين النقط، في الوقت الذي يؤكد (أحمد. ن)، أستاذ تعليم ثانوي، أنه يعيش تحت ضغط خلال عملية وضع نقط المراقبة المستمرة، خصوصا من قبل أسر الطلبة، الذين يراهنون على تحصيل أبنائهم معدلات مرتفعة توسع دائرة اختياراتهم حين الالتحاق بأسلاك التعليم العالي، مشددا بالقول، إن "الخوف من الله ومراعاة الضمير المهني، توجه كل أستاذ لمنح الطالب المعدل الذي يستحقه، دون أن ينتقص من أحد ليناصر آخر". بدر الدين عتيقي

“المراقبة المستمرة” تربك الطلبة والأسر

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

البيضاء تستعيد ساحلها الشرقي

العنصر ... "عفاك غير اصبر معانا"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات