قلق الامتحان يسبب “البلوكاج”

هل هناك أسباب نفسية لتغير نمط حياة الأسر المغربية خلال امتحانات الباكلوريا؟ الاستعداد النفسي والذهني للامتحانات ليس مجرد منعطف هام في الحياة، فحسب، بل إنه معركة نفسية يخوضها كل من التلاميذ والطلبة وأولياء أمورهم، جراء الخوف الزائد والضغط الذي يتعرضون له خلال هذه المرحلة من الدراسة. نلاحظ ارتفاع درجة التأهب واليقظة عند الطلبة وذويهم باقتراب موعد الامتحانات والاهتمام الزائد والوعي بضرورة الاستعداد الجيد لإنقاذ مستقبلهم، لكسب رهان النجاح في الباكلوريا، باعتبارها مفتاح الولوج إلى المعاهد والكليات. وتغير نمط حياة الأسر، غالبا ما يكون بسبب تلك الضغوطات النفسية، إذ ينتابهم الخوف والتوتر ويتوقعون الأسوأ، وهذا ما لنمسه لدى الكثير من الأسر وهي المشاعر التي ترافقهم طيلة أيام الاستعداد للامتحانات. بعض التلاميذ وعند اقتراب موعد الامتحان يعانون "البلوكاج" ما هي الأسباب النفسية لذلك؟ للتوضيح، فإن القلق أثناء الامتحان يكون جد طبيعي، في حال كان من شأنه تحفيز الذهن والانتباه، أما إذا أصبح "بلوكاجا"، وعائقا للعمليات العقلية مثل الانتباه والتفكير والتركيز، فنكون، في هذه الحالة بصدد حالة مرضية تدخل في خانة "قلق الامتحان"، وهو عبارة عن حالة من القلق العام مع الإحساس باليأس والإحباط وتولد الشعور بالخوف من الرسوب. وغالبا ما ينتاب الطلبة الشعور بـ"البلوكاج" في حال التهويل الزائد والخوف من الفشل في الإجابة عن الأسئلة المطروحة، وهكذا تتسلل الأفكار السلبية إلى العقل وتغطي جوانب مهمة من الذاكرة والتركيز، فتختل عملية الاستحضار والتذكر ويحل محلها الارتباك والنسيان والخوف الشديد، فيصابون بحالة من القلق من شبح الرسوب. وتتمثل أعراض هذه الحالة في مظاهر عدة مثل الشعور بالضيق وخفقان القلب، عند تأدية الامتحان والتوتر والأرق وضعف الشهية للطعام وتشنجات في الجهاز الهضمي. كيف يمكن تجاوز المشاكل النفسية المترتبة عن الامتحان بالنسبة إلى الأسر والتلاميذ ؟ امتحان الباكلوريا محطة حاسمة في حياة الطلبة، "يعز الطالب فيها أو يهان" هذه العبارة وغيرها تعكس زيادة الضغط النفسي والاجتماعي لدى الطلبة أثناء فترة الامتحانات، إذ تعد هذه الفترة من الفترات الحرجة التي لا يعيشها الطلبة فحسب، بل تمتد آثارها إلى داخل البيوت وتعلن حالة الطوارئ والاستنفار في المجتمع، وتجتاح موجة عارمة من القلق والتوتر قلوب كل من الطلاب وأوليائهم، فإما فرح مكلل بنجاح أو رسوب تنكس له الرؤوس. وهنا يكمن دور الأسرة في الدعم النفسي للأبناء، وبالتالي التعامل مع الطالب أو التلميذ بطريقة عادية مثل باقي أيام الدراسة وعدم تهويل الامتحان "على أنه نهاية العالم " أو محطة مصيرية إن لم ينجح الطالب فستنتهي حياته، لأن تهويل الامتحان يولد خوفا وضغطا زائدا على الطلبة ويخلق حاجزا نفسيا وعائقا أمام نجاح الأبناء. كما يقع على الأسرة واجب ضروري في فترات الامتحانات المقبلة، وهو عدم حشر الأولاد في مشاكل قد تضعف تركيزهم، وأن يرفع البيت شعار "الهدوء والإيجابية" والحرص على توفير الراحة النفسية لكل أفراد البيت، طيلة فترة الامتحان. كما يقع على عاتق الوالدين أيضا توفير الجو المناسب للمذاكرة والغذاء الصحي وتحفيز أبنائهم بكلمات تبعث فيهم روح التفاؤل وترفع معنوياتهم .أجرت الحوار: إيمان رضيف * كاتب وباحث في الصحة النفسية

قلق الامتحان يسبب “البلوكاج”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

العنصر ... "عفاك غير اصبر معانا"

الضغط يهدد المرشحين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات