البرامج الانتخابية… الخلطة السحرية

علمي: ليست هدفا في حد ذاتها - بلعسال: مكاتب الدراسات تضمن الدقة - المكاوي: تجميع لمطالب المواطنين تستعد الأحزاب السياسية لخوض غمار الانتخابات الجماعية والإقليمية والجهوية، والمهنية في 4 شتنبر 2015 والتشريعية في يونيو 2016، وقبل أن تنطلق الحملة الانتخابية بالمغرب ينشط سوق التنابز بالألقاب، والصراع الشخصي وتبادل الاتهامات، ويتم نسيان أهم معطى هو البرنامج الانتخابي، الذي يعد آلية يتم بموجبها استقطاب الأصوات، رغم أن عوامل سوسيولوجية تؤطر نوعا ما الانتخابات الجماعية على خلاف التشريعية، من سياسة القرب، والسكن في الدوار والقبيلة، إلى الاشتغال في مقاولات الأعيان، والاستفادة من غطائهم الرمزي، إلى الاستظلال في ظلهم بحماية إدارية للسلوكات الخارجة عن القانون، ولأجل تسليط الضوء على الأحزاب وكيفية صياغة البرامج الانتخابية، اتصلت " الصباح" بكل من الشاوي بلعسال، القيادي في حزب الاتحاد الدستوري، ومحمد علمي، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي، ورحال المكاوي، القيادي في حزب الاستقلال، لأخذ رأيهم في هذا الموضوع. بينما قال الشاوي بلعسال، رئيس فريق حزب الاتحاد الدستوري بمجلس النواب، وأحد قيادييه، إن حزبه ذا المرجعية الليبرالية، يحتكم في صناعة البرامج الانتخابية، المختلفة حسب طبيعة كل انتخابات، بين جماعية ومهنية وجهوية، وتشريعية، إلى مكاتب الدراسات، لتدقيق محكم وعلمي رزين للمعطيات، قال رحال المكاوي، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ذي المرجعية المحافظة، إن حزبه منذ 80 عاما على تأسيسه لم يلجأ إلى مكاتب دراسات لصناعة برنامجه الانتخابي، بل إلى خبرائه الذين يعدون أطرا نشيطين في جميع المجالات.وإذا كان بلعسال والمكاوي اختلفا في أمر الجهة الموكول لها صياغة البرامج الانتخابية الحزبية، بين مكتب الدراسات، وخبراء الحزب، فإن محمد علمي، رئيس فريق حزب الاتحاد الاشتراكي، بمجلس المستشارين، ذي المرجعية اليسارية، أكد أن البرامج الانتخابية لحزبه تصاغ من قبل لجنة خاصة مشكلة من أعضاء الحزب، وتحال أيضا على خبراء من خارج الحزب، هم بمثابة تقنوقراط لأجل تدقيق المعطيات أكثر.وأكد بلعسال أن أي مسؤول حزبي عليه أن يتحلى بالواقعية، ويبتعد عن الديماغوجية، لأنه كيفما أنجز خبراء البرنامج الانتخابي بمعية الأطر الحزبية المتعددين، والمتخصصين في كل المجالات والمنتشرين في كل القطاعات الإنتاجية الصناعية والفلاحية والخدماتية، كما هو حال الاتحاد الدستوري، فإنهم لن يقدروا على صياغة برنامج انتخابي محكم، اللهم إذا كانوا سيقدمون خطوطا عريضة، أو شعارات بعناوين وأهداف لا يمكن تحقيقها.ومن جهته، استند المكاوي في اعتماد حزبه الاستقلال، فقط على خبراء منتمين إليه، لأنهم، حسبه، طاقات تشتغل في كل الميادين، وقادرة على بلورة الرؤية الإستراتيجية للبرنامج الانتخابي، ذي الحمولة الفكرية الحزبية، مضيفا أن الأجهزة التقريرية للحزب تناقش الأرضية التي تخلص إليها لجنة حزبية مختصة في صياغة البرنامج الانتخابي، لأجل تمحيصها واعتماد تعديلات عليها.وأكد المكاوي أنه يرأس رفقة القيادي الاستقلالي، كريم غلاب اللجنة العلمية المختصة في الاشتغال على البرامج الانتخابية، التي تختلف منهجيا في العمل، من انتخابات جماعية محلية، إلى تشريعية، موضحا أن الأولى يتم فيها اعتماد الأبواب المفتوحة للحزب تزور كل الأقاليم، والجهات، وتستمع إلى آراء المواطنين، حول ما ينتقدونه، وما يحتاجونه، وما يطلبون تحسينه، وتطويره، وبالتالي يتم نقل مطالبهم الملحة، إلى اللجنة المركزية المختصة في صياغة البرنامج، لكي تدمج حاجيات المواطنين، بمعنى أنها تشتغل عموديا، بين التصور الفكري المنهجي المركزي، المحدد بتصور سياسي يطبق توجهات الحزب، وبين حاجيات المواطنين، فيما الثانية تسلك الطريق نفسه ، لكنها توزع أفقيا بين خبراء الحزب في كل مجال.لكن علمي أكد أن حزب الاتحاد الاشتراكي، كان من الأحزاب الأولى التي أبدعت برامج انتخابية وتميزت بواقعيتها في مواجهة سياسية " سوف نعمل"، و" سوف نرى"، التي كانت بمثابة خطوط عريضة لعناوين برامج غير موجودة، مضيفا أن حزبه اشتغل بشكل كبير على رفع إيقاع التنافس السياسي إلى مستوى مواجهة البدائل، بدلا من الانغماس في سب الناس.وأكد علمي أن حزبه يتوفر على أطر وازنة في جميع المجالات، والكل يقربها منذ سنين خلت، لأنه حقق قفزة نوعية في مجال صياغة البرامج وفق الحاجيات الملحة، مع وضع أوليات أساسية، وحماية المكتسبات القائمة، من خلال اشتغال أطر الحزب.وسجل بلعسال أن الإشكالية لا تكمن في كتابة برنامج وإشراك المنتمين إليك لمناقشته، ولكن في وضع الأوليات، ورزنامة المشاريع القابلة للتنفيذ، إذ يعتقد البعض أن كتابة معطيات رقمية كاف للتأكيد أنك أنجزت برنامجا ستحل به مشاكل المغرب على جميع المستويات، مبررا لجوء حزبه إلى مكتب دراسات علمية، بأن الخبرة تمكن من وضع البرنامج في قالب قابل للتنفيذ بواقعية وبأدوات وإمكانيات متوفرة، وبإبداع أفكار وحلول، وطرق فنية راقية لتمويل تلك المشاريع الإنمائية. بعيدا عن الشعارات الرنانة أكد بلعسال أن حزبه حينما يصوغ برنامجه الانتخابي، فإنه كمن يضع برنامجا حكوميا، لأنه يعتبر أن المشاركة في الحكم، هي مساهمة في حل مشاكل المواطنين، بعيدا عن الشعارات الرنانة، مضيفا أن فكرة حزبه الرامية إلى تطبيق الخوصصة، ودخول القطاع الخاص المعترك الاقتصادي في إطار تنافسية حرة، هي ما يشتغل عليه المغرب طيلة ثلاثة عقود من الزمن، إذ لم يقدر أي حزب سياسي أن يقدم بديلا عن التوجه الليبرالي المبني على اقتصاد السوق، وفي آن واحد ضمان القدرة الشرائية للمواطنين، لتحريك عجلة التجارة في كل المدن.يرى المكاوي أنه حينما يتم الانتهاء من صياغة البرامج الانتخابية، الخاصة بكل انتخابات على حدة، توضع على محك النقاش من قبل الأجهزة المسيرة للحزب، حتى تكون بديلا للبرنامج الحكومي أو للأغلبية التي تدبر دفة الحكم، في حين يعبتر علمي أن الصياغة المشتركة للبرامج الانتخابية، ليست هدفا في حد ذاتها، ولكنها وسيلة لبحث حلول عملية لمشاكل المواطنين. أحمد الأرقام

البرامج الانتخابية… الخلطة السحرية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أتلاتي: الأحزاب تركزعلى المقاعد

الحقيقة الغائبة في مقتل رجل أعمال بآسفي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات