انتصر نفوذ برلمانيين على تطبيق القانون، وذلك من خلال تحويل مجرى مياه وادي ورغة بإقليم سيدي قاسم، تماما كما يفعل برلماني ، حديث العهد بالمؤسسة التشريعية، الذي ترامى أمام أعين سلطات العمالة على أراض مملوكة لأملاك الدولة. ويجد هذا الوافد الجديد على البرلمان، دعما كبيرا من مسؤول بارز في عمالة سيدي قاسم، التي تعيش على إيقاع فضائح تلو الأخرى، ما جعله يحول أراضي شاسعة، إلى مقالع تدر عليه الملايين أسبوعيا. ويشتكي العديد من سكان إقليم سيدي قاسم، خصوصا في الجماعات القروية، من تدمير المجال البيئي، نتيجة الاستغلال العشوائي لمقالع الرمال بالملك العام المائي "لواد ورغة"، وإغماض العين من طرف صناع القرار في العمالة نفسها، الذين يرفضون مراقبة ما يجري من قبل أباطرة المقالع، ومدى احترامهم لدفتر التحملات. ويتم تجريف مساحات كبيرة بالواد نفسه، دون القيام بإعادة تأهيلها. ودخل أحد بارونات المقالع الذي كان يجد الحماية، في مواجهة مباشرة مع سكان إحدى الجماعات القروية، ورغم الاحتجاجات المتكررة على مقلع أحجار يتسبب لهم في أضرار بليغة، فإنه ظل يواصل "فتوحاته"، بسبب دعمه من قبل أعلى سلطة في الإقليم التي توفر له الغطاء من خلال ترويج أنه أكبر مستثمر في الإقليم، ويشغل يدا عاملة مهمة. وتواصل آليات نافذين ليل نهار، عملية الحفر دون ملل، كما أن أسطول شاحنات كثيرة ومتنوعة، تحمل الرمال نحو آلات الغربلة والطحن، يتسبب في تغيير مجرى وادي ورغة. ويأمل حماة البيئة من الإدارة المركزية لوزارة الداخلية، ووزارة التجهيز والماء، فتح ملف هذه المقالع التي تقام على أطراف وادي ورغة، للوقوف عن حقائق خطيرة، يتستر عنها مسؤولو عمالة سيدي قاسم. العمل بمقالع سيدي قاسم، يستمر إلى فجر كل يوم، وأيام السبت والأحد، دون حسيب أو رقيب، وليس هذا الشخص النافذ وحده من يجني الملايين من عائدات مقالع وادي ورغة، بل هناك آخرون يحتمون بمظلة شخصية نافذة في عمالة سيدي قاسم، لديهم مقالع شبه عشوائية لا تحترم دفتر التحملات والقوانين، معتمدين على علاقاتهم "المشبوهة" مع بعض صناع القرار. إن الملك العام المائي بـ"وادي ورغة"، تحول إلى نقطة سوداء، تسببت في تشويه المنظر العام للوادي وألحقت أضرارا بالقشرة الأرضية، وكذا تلوث الهواء بسبب الغبار الناتج عن عملية التجريف، والطحن، والغربلة، والتعبئة، وحركة الآليات والشاحنات، والذي يحتوي، حسب تقارير متخصصين، على جزيئات دقيقة، قد تحدث ضررا بصحة سكان. اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد. للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma