الدورة الخامسة من المهرجان الوطني تعرف مشاركة أشهر الفرق وتنظيم ندوتين تستعد المقاطعة الجماعية للحي المحمدي بالبيضاء لاحتضان الدورة السادسة للمهرجان الوطني للمسرح، بالتنسيق مع نقابة المسرحيين المغاربة وشغيلة السينما والتلفزيون، بين 13 ماي الجاري و20 منه. ويقام هذا الحدث الثقافي تحت شعار "المسرح والإبداع"، ليؤكد مكانة الحي المحمدي قلعة فنية تحتفي بالإبداع المسرحي المغربي، مع تكريم خاص لروح الفنان الراحل أحمد كارس، أحد رواد المسرح المغربي، تقديرا لمسيرته الفنية الحافلة التي تركت بصمة لا تمحى في المشهد الثقافي الوطني. ويعد كارس رمزا للمسرح المغربي، إذ ولد في البيضاء ابنا للحكواتية "أم رقية"، ونشأ في قلب الحركة العمالية والثقافية للمدينة، حيث تأثر بمسرح السبعينات وفرقة ناس الغيوان، وتميز بقلمه السيال وعينه التحليلية القادرة على بناء فرجة مسرحية متكاملة. كما عرف عن الراحل أنه كان قارئا نهما ومتابعا دقيقا للإبداع، إذ شكلت كتاباته عصارة حياة مليئة بالشغف والإبداع. وقال أحمد بيضي، مدير الدورة، لـ"الصباح": "إطلاق اسم الراحل أحمد كارس على المهرجان يعكس تقديرنا لإرثه الفني العظيم، فهو لم يكن مجرد فنان، بل رؤية للعالم ومحدد للوجود". ويمتد المهرجان على مدار ثمانية أيام، ويشهد تنافس 12 عرضا مسرحيا، تتنافس منها 6 عروض على جوائز المسابقة الرسمية التي تحمل اسم "أحمد كارس"، وتشمل جوائز أفضل عرض متكامل، وأفضل إخراج، وأفضل نص، وأفضل تأليف موسيقي، وجوائز التمثيل للرجال والنساء. ويبدأ المهرجان بحفل افتتاحي يتضمن تكريم الراحل كارس، يليه عرض مميز خارج المسابقة بعنوان "الحلم" للفنان عبد الكبير الركاكنة. ومن بين العروض المشاركة، تقدم فرقة مسرح شارع الفن مسرحية "كوفيد"، وتعرض فرقة مسرح المحترف الذهبي "عطاي لعزارة"، بينما تقدم فرقة مسرح الأبيض والأسود "نقوش على الخواء". كما تشارك فرقة مسرح لبساط بنسليمان بعرض "حيحا"، وفرقة مسرح شدى البيضاء بـ"رحبة الخبير"، وفرقة مسرح نيونس بـ"قطرة"، ويختتم المهرجان بعرض "غزيل الحادگات" لفرقة مسرح تگادة. كما يشمل البرنامج ثلاث ندوات فكرية لإثراء النقاش حول المسرح المغربي، الأولى بعنوان "المسرح والفرجة الشعبية"، والثانية تحت شعار "المسرح الكائن والمسارات الممكنة"، والثالثة تناقش "المسرح المغربي: التاريخ والمعاصرة"، بالتزامن مع توقيع كتاب يحمل الاسم نفسه، يوثق لمسيرة المسرح الوطني وإسهاماته الإبداعية. كما يدعم المهرجان الكفاءات الشابة، من خلال ثلاث ورشات تكوينية تستهدف تطوير مهارات التمثيل، الإخراج، والكتابة المسرحية، مما يعكس التزام المنظمين بتعزيز الحضور المسرحي الوطني وفتح المجال أمام التجارب المبتكرة التي تمزج بين التراث والمعاصرة. ويعد المهرجان الوطني للمسرح بالحي المحمدي فرصة لعشاق الفن الرابع للاستمتاع بتجربة ثقافية غنية، تجمع بين العروض الحية، والنقاشات الفكرية، والتكريمات المستحقة. خالد العطاوي