مرتادوه أخلوه من تجاره والنيابة العامة أمرت بفتح تحقيق قاطع مرتادو السوق الأسبوعي "اثنين هرمومو" بصفرو، التبضع من تجاره، وطردوهم من مختلف "رحباته"، احتجاجا على غلاء الأسعار، في ثاني شكل احتجاجي في يومين بجهة فاس، بعد منع مرتادي سوق "سبت بني فراسن"، بإقليم تازة، بائعي الأسماك من عرض سلعهم للبيع، مبدين استياءهم وغضبهم من غلاء أثمنتها، خاصة السردين. وانتفض مرتادو سوق هرمومو في وجه التجار لحد وقوع مناوشات بين الطرفين والتراشق بصناديق فارغة، أمام أعين قوات عمومية، عززت بعناصر إضافية، تلافيا لأي تطورات غير محمودة العواقب، قبل سيطرتها على الوضع وإخلاء السوق من تجار وافدين عليه من مناطق مختلفة، ما فتح فيه تحقيق بأمر من النيابة العامة بابتدائية صفرو. وانطلقت شرارة الغضب من "رحبة الحوت" بعد أن تفاجأ متبضعون بارتفاع ثمن السردين لأكثر من 20 درهما، قبل أن يطالبوا بائعيه بمغادرة السوق، ما لم يستجب إليه بعضهم، فاصطدموا مع محتجين أفرغوا الصناديق من محتوياتها ورموها على الأرض، قبل أن يواصلوا زيارة رحبات السوق الأخرى، خاصة "الجزارين"، وهم يهتفون باسم جلالة الملك. واحتجوا على صغار "الشناقة"، سيما في الجزارة وباعة الدجاج والخضر والفواكه والسمك بالسوق التابع لجماعة رباط الخير، قبل العثور على دجاج نافق عند بائعي الدجاج "الرومي"، ما أشعل فتيل الاحتجاجات وأججها أكثر، ليس فقط بسبب الغلاء الفاحش، بل لترويج مواد غير صالحة للاستهلاك، دون مراعاة سلامة وصحة وحياة المقبلين على شرائها. وخوفا من ضبطهم متلبسين بترويج مواد ضارة بالصحة، عمد تجار للتخلص من بضاعتهم، خاصة اللحوم الفاسدة، التي عثر على أكياس مملوءة بها ومتخلص منها بعيدا من السوق على قارعة طريق شرق المدينة، بعدما كان صاحبها ينوي ترويجها فيه، ما عاينته لجنة مختلطة تكونت من عناصر الدرك ورجال السلطة وأنجزوا محضرا بذلك. وقال محمد غلوط، ابن المنطقة، إن الاحتجاج العفوي "لا تجب قراءته بأنه حدث معزول زمانا ومكانا، بقدر ما هو صرخة مواطن بسيط في آذان المسؤولين باختلاف مواقع مسؤولياتهم"، مؤكدا أن المواطن بذلك "يدق ناقوس الخطر ضد الغلاء والاحتكار، وينشد التدخل لحماية القدرة الشرائية للمواطن وإيجاد حلول تضمن العيش الكريم". وتساءل عن دور اللجن المختلطة لزجر المخالفات ومحاربة الغش وعدم إشهار الأسعار وجودة السلع المعروضة، أمام ما ضبطه المتسوقون من دجاج نافق ولحوم فاسدة بسوق هرمومو أكبر سوق بإقليم صفرو، مؤكدا أن الاحتجاج مؤشر "خطير" على هشاشة تسود المنطقة بسبب توالي الأزمات وسنوات الجفاف والفقر والبطالة. حميد الأبيض (فاس)