الأساتذة يضمون صوتهم للطلبة وينددون بالاكتظاظ وضعف التكوين لم يعد الاحتقان يغادر كليات الطب في الأشهر الأخيرة، منذ شروع الحكومة في تنزيل إصلاحاتها في تكوين أطباء الغد، إذ لم يبق الإشكال محصورا بين الطلبة ووزارتي التعليم العالي والصحة، بل إن أساتذة كليات الطب بدورهم دخلوا، أخيرا، على الخط. وانتقد الأساتذة بشدة نظام التكوين وظروف الاكتظاظ التي تعاني بسببها الكليات، ما ينذر بجولة جديدة من الغضب بين الوزارتين والطلبة، من جهة، وبينهما وبين الأساتذة، من جهة أخرى. وعبر مجلس التنسيق القطاعي لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان، الذي يمثل أساتذة كليات الطب، عن استيائه من جودة التكوين، وتراجع المستشفيات العمومية أمام القطاع الخاص. وأشار التنسيق في بيان له إلى أن النقابة الوطنية للتعليم العالي دعت لانعقاد اجتماع اللجنة الثلاثية لمناقشة مظاهر الأزمة، والبحث عن حلول عملية لمواجهة الاكتظاظ غير المدروس الذي تعرفه كليات الطب، وغياب أي أثر للوعود التي قدمتها الحكومة من أجل تجويد التكوين الطبي والصيدلي ببلادنا، غير أن الوزارتين المعنيتين اختارتا سياسة الأذن الصماء، والتجاوب السلبي مع تلك الإكراهات الحقيقية. وانتقد الأساتذة الحكومة بسبب ما وصفوه بـ "غياب أي إجراءات مصاحبة لتعميم التغطية الصحية الإجبارية على مستوى إمكانات المراكز الجامعية في مواجهة المنافسة المتوحشة للقطاع الخاص، مما يؤدي بحكم الواقع الملموس إلى عملية إجهاز مسترسلة على القطاع الطبي الجامعي". وأكد الأساتذة غياب بنيات تحتية قادرة على المنافسة، الأمر نفسه بالنسبة إلى معدات طبية وبيوطبية متجاوزة، وحكامة تقليدية وغير منتجة، وقوانين تنظيمية بيروقراطية تنفر المرتفقين، معتبرين أن ضعف إقبال المرتفقين على المراكز الاستشفائية الجامعية والمستشفيات العمومية يضع بشكل مباشر جودة التكوين على المحك، في ظل الرفع المتزايد من عدد الوافدين دون التفكير في حل حقيقي لإشكالية ميادين التداريب. ويسود غضب كبير في صفوف طلبة الطب أيضا في الأيام الأخيرة، بعدما طالبوا بلقاء الوزارتين الوصيتين، لحل مجموعة من المشاكل على رأسها تأخر صرف التعويضات وتأخر العمل على هيكلة السلك الثالث، وتنزيل نقاط محضر الاتفاق الذي أوقف الإضراب، غير أن الوزارتين لم تتفاعلا مع رسائل طلبة الطب. عصام الناصيري