تفويت الكهرباء بالبيضاء يضيع على الدولة 150 مليارا

تزداد أزمة الثقة تعقيدا بين مستخدمي المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (قطاع توزيع ونقل الكهرباء تحديدا)، وبين الإدارة العامة والمسؤولين الجهويين والمحليين بالبيضاء، خصوصا بعد الأخبار التي رشحت عن اجتماعات اللجنة التقنية المكلفة بتوحيد معايير التوزيع بضواحي العاصمة الاقتصادية، وتفيد تحديد يوم 31 مارس الجاري آخر أجل لتنفيذ مضامين اتفاقية 26 شتنبر.وعاد المستخدمون، صباح أمس (الأربعاء) بأعداد كبيرة إلى الاحتجاج والتعبير عن غضبهم من مقاربة الحكومة والمكلفين بملف التفويت إلى القطاع الخاص، الذين يصرون على تغييب الممثل النقابي الشرعي من الحوار والتفاوض عن مستقبل القطاع الذي تحول، بحسب وصفهم، إلى بقرة حلوب، ورفعوا شعارات صاخبة بهذا المعنى جابت الزقاق الصغير الرابط بين شارعي الحسن الثاني، وعثمان بن عفان، حيث تنصب الإدارة العامة للمكتب الوطني، أو مقر "النحاس"، كما يلقبه الكهربـــــائيون.وحج حوالي 1500 مستخدم يمثلون فروع البيضاء وسطات وبرشيد والجديدة والمحمدية وابن سليمان وجرادة وفاس ومراكش وبني ملال وخريبة، منذ الساعات الأولى من الصباح إلى الساحة المقابلة للإدارة المركزية التي غطيت جدرانها بلافتات تحمل مطالب الكهربائيين. كما شوهد عدد من المستخدمين يتحدرون من الأقاليم الصحراوية بلباسهم المميز يقفون وسط الجموع التي رفعت شعارات صاخبة تندد ما وصفوه إقصاء واضحا وتضليلا تمارسه الحكومة والمسؤولون الجهويون في ملف بالغ الحساسية يتعلق بتفويت مقرات ومراكز وممتلكات مؤسسة عمومية إلى شركة أجنبية الذي سيضع على الدولة حوالي مليار ونصف درهم.وفرض الإضراب الجهوي بقطاع الكهرباء بجهة الدار البيضاء سطات، وتنظيم وقفة احتجاجية بمحاذاة واحد من أكبر شوارع العاصمة الاقتصادية، استنفارا أمنيا كبيرا، بتزامنهما مع الزيارة التي يقوم بها العاهل الأردني إلى المدينة، بعد استقباله رسميا أول أمس (الثلاثاء) من قبل جلالة الملك.وقال مصدر من الكهربائيين إن مسؤولين من ولاية الأمن اتصلوا بأعضاء من الجامعة الوطنية للطاقة، الجهة الداعية إلى الإضراب، وطلبوا منهم عدم استعمال مكبرات الأصوات أثناء الوقفة الاحتجاجية، ما رفضته الجامعة، مؤكدا أن الأخيرة، قررت بالمقابل، الإبقاء على فرق للمداومة حمل أعضاؤها الشارة الحمراء، لضمان الأمن الكهربائي بأهم مراكز المدينة.ووصف محمد زروال، الكاتب العام للجامعة الوطنية للطاقة (إ.م.ش)، في كلمة بالمناسبة، يوم 11 مارس باليوم الملحمي، مؤكدا أن الكهربائيين يصنعون الحدث والتاريخ كل يوم، بإصرارهم على الدفاع المستميت عن مطالبهم وحقوقهم ومكتسباتهم التي لا تقبل التجزيء أو التفاوض.وقال زروال إن قطاع الكهرباء تحول إلى مركز جذب للرأسمال الجبان وسياسة التحرير المفترى عليها التي تهدف إلى الربح السريع والوفير، دون اعتبار لآلاف العمال والمستخدمين والأطر الذين اختلطت دماؤهم وعرقهم بالخبز الذي يأكلونه من أجل إيصال الكهرباء إلى أبعد نقطة في البلد.وعاب زروال على المسؤولين بالمدينة وعلى الحكومة حنينهم إلى العهد الاستعماري بإصرارهم على بيع ممتلكات ومراكز المؤسسة الوطنية إلى الشركات الأجنبية، وتشريد عمالها الذين جرت الإشارة إليهم في اتفاقية من 10 صفحات بجملة صغيرة تتحدث عن التنقيل المحتمل لهم، قبل أن يصرخ أمام الحشود "من أنتم حتى تقرروا في شأننا بهذا الشأن، واش هاد المؤسسة خلاها ليك باك؟".وقال زروال إن هذا التفويت له تداعيات على المستوى الاجتماعي أيضا، إذ من المقرر أن ترتفع الفاتورة الاجتماعية بنحو 7.25 بالنسبة إلى المستهلكين العاديين، وحوالي 25 في المائة بالنسبة إلى الصناعيين والشركات والإدارات العمومية.يوسف الساكت

تفويت الكهرباء بالبيضاء يضيع على الدولة 150 مليارا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خارطة الشوارع والطرق "المزعجة" بالبيضاء

الإجهاض يعيد المواجهة بين الحداثيين والمحافظين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات