الاستعانة بالتقنية الجديدة لتدشين مشاريع مهمة في قطاع البناء والتجهيز استعدادا للأحداث الكبرى أصبح الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي، الذي يعتبر ثورة علمية، ضرورة ملحة تفرض نفسها في جميع القطاعات ومناحي الحياة، في عصر المنافسة والسرعة. وتحول الذكاء الاصطناعي إلى مفتاح تستعين به مجموعة كبيرة من الطاقات الشابة المغربية، ضمنها مغاربة العالم، باعتباره طريقة جديدة لتطوير مشاريعها الكبرى، وهو ما سيمكن قطاع البناء والتجهيز أحد أهم المجالات المستفيدة، من تطوير الحلول الناجعة في مجال التطور التكنولوجي. وفي هذا الإطار، شهدت المنطقة الصناعية سيدي غانم بمراكش، السبت الماضي، تنظيم لقاء اقتصادي للإعلان عن انطلاق مجموعة من المشاريع الصناعية الجديدة، بحضور أكثر من 400 شخصية، من مسؤولين وخبراء في مجالات التنمية والبناء والهندسة المعمارية، إلى جانب ممثلين عن القطاعين العام والخاص. وتميز هذا الحدث بعرض أحدث التكنولوجيات في قطاع البناء والتجهيز، مع التركيز على الحلول المبتكرة والمعدات المتطورة، التي تعتمد على معايير الجودة العالمية والاستدامة البيئية، بما يتماشى مع التوجهات الدولية نحو البناء الأخضر والحلول الصديقة للبيئة. وتم تنظيم ندوة مفتوحة جمعت خبراء القطاع لمناقشة أثر هذه المشاريع الجديدة على تطوير الصناعة والبناء في المغرب، وسبل تعزيز الاستثمار في هذا المجال. وكشفت إكرام القيري، المسؤولة عن قسم الذكاء الاصطناعي بمجموعة"جيتمات"، الضوء على الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في إحداث تحولات جذرية بقطاع البناء، مشيرة إلى أن المؤسسة تعمل على توظيف هذه التقنيات الحديثة، لتمكين المهنيين من تحسين عمليات الإنتاج وتنظيم العمل وتطوير حلول ذكية، تسهم في رفع الكفاءة التشغيلية. وأوضحت القيري قائلة: "نحن نؤمن بأن الذكاء الاصطناعي سيحدث فرقا كبيرا في هذا المجال، خاصة في ظل الحاجة المتزايدة إلى الابتكار والاستدامة". وفي هذا الصدد، أكد إدريس أعراب، المدير التنفيذي لمجموعة "جيتمات"، أن هذه المشاريع الجديدة تشكل ثمرة سنوات من العمل، استجابة لنداء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، لتشجيع استثمارات مغاربة العالم في وطنهم الأم. وأوضح أعراب أن اختيار قطاع التجديد والبناء، جاء في إطار رؤية إستراتيجية تهدف إلى تطوير الصناعات التقليدية، وإبرازها بروح عصرية تواكب التطورات التقنية العالمية، مضيفا: "لقد هيأنا كذلك فضاء خاصا بالتكوين، حيث نوفر برامج تدريبية في النجارة والحدادة وصناعة الجبس، لتمكين الحرفيين من مواكبة أحدث التقنيات المعتمدة في هذا القطاع وتثمين الصناعة التقليدية المغربية". وشدد إدريس أعراب على أن المغرب يزخر بفرص استثمارية واعدة، سيما بمراكش التي تعد قطبا سياحيا دوليا، داعيا مغاربة العالم إلى المساهمة في هذه الدينامية الاستثمارية، مع التأكيد على استعداد المجموعة لمواكبة المستثمرين، الراغبين في ولوج هذا المجال. محمد بها