يخوض أساتذة اللغة الأمازيغية معركة جديدة داخل المدارس العمومية، خاصة بعد إقرار مشروع مدارس الريادة الجديد، إذ وجدوا أنفسهم يعانون التمييز، مقارنة بزملائهم الذين يدرسون مواد أخرى، ما جعلهم يرفعون شكاية إلى رئيس الحكومة، للنظر في تلك الاختلالات. وتوصل ديوان رئيس الحكومة بنص الشكاية، التي عبروا فيها عن استيائهم العميق مما وصفوه بـ "الإقصاء المتكرر الذي نتعرض له"، خاصة في ما يتعلق بالتكوينات ومنحة الريادة، التي خصصت لتطوير العملية التعليمية. ونبه أساتذة الأمازيغية رئيس الحكومة إلى أنهم محرومون من العديد من المزايا، التي يتمتع بها أساتذة المواد الأخرى، بما في ذلك العدة والتكوينات ومنحة الريادة. ويضيف الأساتذة في شكايتهم الموجهة لعزيز أخنوش، أنه "رغم انخراطنا المسؤول والجدي ضمن برنامج المدرسة الرائدة، التي أتت به حكومتكم، نجد أنفسنا محرومين بشكل تعسفي وإقصائي من منحة الريادة والعدة، علما أننا نؤدي المهام نفسها ونحمل المسؤوليات نفسها، مقارنة بزملائنا في المواد الأخرى". وأشارت الشكاية إلى أن هذا الإقصاء يحدث نوعا من التمييز بين الأساتذة، ويحد من حماسهم وتفانيهم في العمل، ويؤثر على قدراتهم في تطوير أنفسهم مهنيا، ما ينعكس على جودة التدريس. وأكد أساتذة الأمازيغية أن هذا الإقصاء الذي يتعرضون له يتعارض مع الدستور، الذي يقر باللغة الأمازيغية باعتبارها لغة رسمية، ويضمن المساواة بين جميع المواطنين، مطالبين بإدراج أساتذة الأمازيغية ضمن المستفيدين من العدة ومنحة الريادة والتكوينات على قدم المساواة، مع زملائهم في المواد الأخرى، داعين إلى فتح تحقيق في أسباب هذا الإقصاء، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتصحيح هذا الوضع، حسب نص الشكاية. يذكر أن أساتذة الأمازيغية يعانون كثيرا داخل المدارس العمومية، بسبب استخفاف بعض المسؤولين في قطاع التعليم بهذه المادة، التي لم تنل حقها بعد داخل المدرسة، رغم دخولها إلى الأقسام منذ أزيد من 20 سنة، إذ ما يزال جل الأساتذة بدون قاعة خاصة بهم في المدرسة، ويعينون في المدارس بدون استعمال الزمن، ويضطر الأستاذ لخوض مفاوضات ماراثونية مع باقي الأساتذة والإدارة، من أجل إيجاد قاعات وأوقات مناسبة، لتدريس ساعاته الأسبوعية. عصام الناصيري