أرباب المكتبات غير متحمسين لتزويد المدارس بمحتويات المحافظ بسبب عدم التوصل بمستحقاتهم صارت مبادرة توزيع مليون محفظة على التلاميذ المعوزين مهددة بالتوقف، ابتداء من الموسم الدراسي المقبل، أو تخفيض عدد التلاميذ المستفيدين، بعدما عبرت جمعيات للكتبيين وأرباب المكتبات، عن عدم تحمس منخرطيها في مواصلة تزويد المدارس بمحتويات المحافظ، بسبب الصعوبات التي تواجه التوصل بمستحقاتهم المالية من قبل الحكومة، في السنوات الثلاث الأخيرة.وأكد ممثلون للمعنيين بالأمر في مجموعة من المدن، لـ"الصباح"، أن تهديدهم بمقاطعة العملية، يأتي بعدما أصبح عدد منهم مهددين بالإفلاس وتردد عدد من باعة الجملة، ودور نشر المناهج المدرسية، في التعامل معهم، بسبب عجز الكتبيين عن أداء ما عليهم من مستحقات سلع الموسم الدراسي الحالي، على خلفية تأخر وزارة التربية الوطنية، في صرف مستحقاتهم.وكشف المتضررون، أنهم تفاجؤوا هذه السنة بعدم توصلهم حتى بالشطر الأول في منتصف الموسم الدراسي، في وقت كانوا فيه يتوقعون أن تتم العملية بشكل أسرع، بعد أن وعدهم القطاع الحكومي المكلف، بعد احتجاجهم في الموسم الدراسي الماضي، بتجاوز أسباب التأخير، التي حالت السنة الماضية دون التوصل بالباقي من مستحقاتهم، إلا في شهر غشت الماضي، أي بالتزامن مع تاريخ الشروع في تزويد محلاتهم بسلع الموسم الحالي.وفي الوقت الذي قدرت فيه جمعية فضاء المكتبات بإقليم برشيد، التي ينتظم فيها أرباب 26 مكتبة، مستحقاتهم عن تزويدهم لمدارس المنطقة بمحتويات مبادرة "مليون محفظة" بحوالي 700 مليون سنتيم، تصل الكلفة الإجمالية للمبادرة على المستوى الوطني إلى 350 مليون درهم، ويستفيد منها حوالي 4 ملايين تلميذ وتلميذة.وليست هذه المرة الأولى التي تصطدم فيها وزارة التربية الوطنية بأرباب المكتبات المطالبين بمستحقاتهم، إذ شهدت السنة الماضية احتجاجات مماثلة، ولم يتوصلوا بالنصف الباقي من مستحقاتهم، إلا بعد اقتراب العطلة الصيفية من نهايتها، والشروع في الإعداد للموسم الدراسي الحالي، وهو ما حمل وزير التربية الوطنية، مسؤوليته حينها إلى وزارة الاقتصاد والمالية، بسبب تأخرها في صرف الاعتمادات.وبينما نفت مصادر في جمعية مدرسة النجاح المشرفة على المبادرة في وزارة التربية الوطنية، لـ"الصباح"، أن يكون التأخر في صرف مستحقات الكتبيين، مشكلة عامة على الصعيد الوطني، حملت المسؤولية، للشركاء الخواص في بعض الجهات، لتأخرهم في أداء التزاماتهم. كما أكدت أن ما يؤخر عملية الصرف في مناطق أخرى، هو أن ملفات بعض الكتبيين المشاركين في التزويد، تشوبها بعض العيوب، فتتطلب وقتا لتصحيحها.وكشف مسؤول في الاتحاد الوطني للكتبيين المغاربة، لـ"الصباح"، أن وزارة التربية الوطنية، تسير نحو إقرار تنظيم أفضل لمبادرة مليون محفظة، وعقد بشأن ذلك، مدير جمعية مدرسة النجاح على مستوى الوزارة، لقاءات مع ممثلي الكتبيين والموزعين والناشرين والمطبعيين، وتلقى اقتراحاتهم في الموضوع، ومنها تخفيض عدد المستفيدين، وإقرار الحكومة لاعتمادات، تخفف الضغط على الشركاء الخواص للمبادرة.امحمد خيي
