التلفزيون يؤخر نطق الرضع

الاختصاصي شكيب الخطابي قال إن الأسر تخطئ بوضعه في غرف الأطفال كشف شكيب الخطابي، اختصاصي في طب الأطفال، بعض التأثيرات السلبية لوضع الرضع أمام التلفزيون، مؤكدا أنه لا يسمح للذين لم تتجاوز أعمارهم سنتين بمتابعة البرامج التلفزيونية. وأوضح شكيب في حوار أجرته معه "الصباح" أن الأطفال يمكنهم متابعة التلفزيون، لكن بشروط، مشددا على ضرورة اختيار ما يمكن أن يشاهدوه ، مع الحرص على أن لا تتضمن البرامج المنتقاة مشاهد عنف، وأن لا تتجاوز مدة متابعتهم لها، فترة محددة. في ما يلي نص الحوار: متى يسمح للرضيع بمتابعة التلفزيون؟ الرضيع أقل من سنتين لا يسمح له بمتابعة التلفزيون، باعتبار أن ذلك يمكن أن يؤثر عليه بشكل كبير. وعند تجاوزه هذا السن، يجب أن لا تتجاوز مدة بقائه أمام الشاشة أكثر من ربع ساعة، وأن لا تتجاوز المدة خلال اليوم الواحد، ساعتين. بعض الأمهات يضعن رضعهن أمام التلفزيون لإلهائهم في الوقت الذي يرغبن فيه بقضاء أشغال المنزل، كيف يمكن أن يؤثر عليهم ذلك ؟ للأسف هذا ما تلجأ إليه العديد من الأسر، إذ تعتبر أن التلفزيون بمثابة "مربية" تقوم بدور الأم وتشغل الرضيع، إلا أن الأمر له تأثيرات كبيرة عليه، من بينها الانشغال بما يعرض أمامه دون التواصل مع المحيطين به، وضعف تركيزه وانعزاله. هل صحيح أن ارتباط الرضيع بالتلفزيون، سيما قنوات الأطفال، يمكن أن يتسبب في إصابته بمرض التوحد؟ مرض التوحد لا علاقة له بالإدمان على مشاهدة التلفزيون، ولا بمتابعة البرامج الموجهة للرضيع، باعتبار أن التوحد مرض عقلي، أسباب الإصابة به بعيدة عن التلفزيون. هل يمكن أن يكون تأخر نطق الرضيع بسبب مشاهدته للتلفزيون؟ صحيح، إذ يلاحظ أن الرضيع الذي يوضع أمام التلفزيون من أجل إشغاله، قد يعاني تأخرا في النطق، باعتبار أنه طيلة جلوسه أمام التلفزيون لا يقوم بأي جهد لتطوير مهاراته وقدراته، وطيلة تلك المدة يستقبل دون أن يتفاعل. من جهة أخرى، فإذا قارنا رضيعا يتواصل ويلعب بشكل عاد وتشاركه عائلته في ذلك، مع رضيع يجلس ساعات أمام التلفزيون، فالنتيجة تكون مختلفة بشكل واضح، إذ أنه في الحالة الأولى يلاحظ تطور مهارات الرضيع بشكل لافت، بينما في الحالة الثانية، تكون قدراته بسيطة، ويتأخر في اكتساب بعض المهارات. وكيف يمكن أن يؤثر التلفزيون على الأطفال الذين في سن يسمح لهم فيه بمتابعة البرامج؟ لدى التلفزيون أهمية كبيرة في حياة كل واحد منا، إلا أن سلبياته كثيرة، في الوقت الذي ثبت أن له إيجابيات. وبالنسبة إلى الأولى، فتتجلى أساسا، حسب العديد من الدراسات، في ظهور مظاهر العنف لدى الطفل، إذ أن البرامج التي تضم مشاهد عنف، تؤثر على الطفل بشكل كبير، سيما إذا كان يتابعها بصفة منتظمة. كما أن التلفزيون يمكن أن يؤثر على معاملة الطفل مع المقربين منه، إلا أن درجة التأثر تختلف من طفل إلى آخر، وحسب عوامل أخرى خارجية من قبيل وجود مشاكل عائلية واجتماعية، وإصابة الطفل ببعض الأمراض النفسية. كما أن بعض البرامج التي يمكن أن يتابعها الطفل، قد تتضمن مشاهد جنسية، الأمر الذي يكون له تأثير سلبي على الطفل، ويكوّن تصورا بأن تلك المشاهد تدخل في إطار ما هو عاد وطبيعي ويمكن ممارسته دون شرط أو قيد. بعض الوصلات الإشهارية تثير انتباه الأطفال، هل الأمر له تأثير عليهم؟ التلفزيون يمكن أن يؤثر على تغذية الطفل، وذلك أن مشاهدة الوصلات الإشهارية لمنتوجات أو أكلات غذائية غير صحية، تحفز فيهم الرغبة في تناولها وتجربتها، إلى أن تصير ضمن نظامهم الغذائي. لكن في الوقت ذاته يمكن أن تكون لمشاهدة بعض الوصلات الإعلانية، ايجابيات، سيما بالنسبة إلى الأطفال الذي تتراوح أعمارهم بين 6 سنوات و7 ، في حال تم مناقشة محتوى تلك الوصلات من قبل الآباء، إذ لابد أن يكشفوا لهم واقع ما تتضمنه، وبأن الكثير من الإعلانات تكون بعيدة عن الواقع. وماذا عن إيجابيات مشاهدة التلفزيون من قبل الأطفال؟ في ما يتعلق بإيجابيات التلفزيون على الطفل، فتتجلى أساسا في تعلم القواعد الأولى للحساب، والحروف، مثلا ، إلى جانب تعلم اللغات، دون أن ننسى، أن اختيار البرامج التي تعرض على التلفزيون تحدد مدى التأثيرات الايجابية على الطفل. كما أنه من خلال متابعة التلفزيون بشكل جماعي، أي بحضور الآباء والأطفال، يمكن أن يقوي التواصل بين العائلة، في الوقت الذي تتم مناقشة ما يعرض فيه. ما هي النصائح التي يمكن أن تقدمها للآباء؟لابد من مراقبة البرامج التي يشاهدها الطفل، وأشدد على ضرورة متابعة التلفزيون بشكل جماعي، ووضع برنامج يتضمن البرامج التي يمكن مشاهدتها رفقة الأطفال، دون أن ننسى أهمية مناقشة محتواها، وأخذ وجهة نظر كل فرد في العائلة. وأنصح بتجنب بمتابعة البرامج التي تعرض مشاهد العنف، نظرا لتأثيرها الكبير على الطفل. من جهة أخرى، وأتأسف لذلك كثيرا، يلاحظ أن بعض العائلات تضع التلفزيون في غرف الأطفال، وهذا أكبر خطأ يمكن أن يقترف في حق الطفل، باعتبار أن له تأثيرات كثيرة. في سطور- اختصاصي في طب الأطفال- حاصل على الدكتوراه من جامعة بباريس أجرت الحوار: إيمان رضيف

التلفزيون يؤخر نطق الرضع

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

كارمينو: شراكة ناجحة بين المغرب والاتحاد الأوربي

مختصرات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات