ضربة الشمس… اضطراب وخطر

تحدث ضربة الشمس عندما ترتفع درجة حرارة الجسم بسرعة ويعجز الشخص عن تبريد جسمه. ومن الممكن أن تكون الحالة مهددة للحياة لأنها تسبب تلفا في الدماغ وبقية الأعضاء الحيوية في الجسم. وتعد ضربة الشمس ظرفا صحيا خطيرا ناجما عن التعرض للأشعة لفترة طويلة، أو القيام بنشاط جسمي في جو حار. ويعتبر الشخص مصابا بضربة الشمس إذا تجاوزت حرارته 40 في المائة. في الورقة التالية يتم تسليط الضوء على أسباب الإصابة بضربة الشمس وأعراضها ومضاعفاتها وكيفية الوقاية منها ومحاور أخرى. في ما يلي التفاصيل: إسعافات أولية لتجنب الأسوأ ينصح بنقل المصاب إلى مكان مظلل أو مكيف وتبريد جسمه بأسرع ما يمكن من أكثر المشاكل الصحية، التي يواجهها الكثير من الأشخاص خلال الفترة التي ترتفع فيها درجات الحرارة، ضربات الشمس، التي يعتبرها الاختصاصيون من الحالات الطبية الطارئة التي تستدعي تدخلا فوريا. وغالبا ما تحدث ضربة الشمس نتيجة تعرض الجسم لفترة طويلة لدرجات حرارة مرتفعة، سيما في الوقت الذي يبذل فيه الشخص مجهودا عضليا كبيرا تحت أشعة الشمس. ويؤكد الاختصاصيون أنه خلال الاصابة بتعرض الشمس، تتأثر آلية التعرق الطبيعية، سيما مع ارتفاع درجة حرارة الجسم بشكل خطير قد يتجاوز 40 درجة مائوية، علما أن خطورة ضربة الشمس تكمن في تأثيرها المباشر على الجهاز العصبي، ما قد يؤدي إلى فقدان الوعي أو الوفاة، إذا لم يتم التعامل مع الحالة بسرعة وفعالية. وجاء في تقارير اعلامية أنه غالبا ما تتنوع أعراض ضربة الشمس بين ارتفاع حرارة الجسم واحمرار الجلد وجفافه، إضافة إلى تسارع في ضربات القلب، وصداع شديد، ودوخة، وغثيان، وقد تصل إلى تشنجات أو فقدان الوعي. ومن الممكن أن ترافق هذه الأعراض حالة من الارتباك الذهني أو الهذيان، ما يستدعي اتخاذ إجراءات إسعافية فورية. أول خطوة يجب القيام بها عند الاشتباه في ضربة شمس هي الاتصال بالطوارئ دون تأخير، لأن سرعة الاستجابة تلعب دورا حاسما في إنقاذ حياة المصاب. كما أنه أثناء انتظار المساعدة، ينبغي نقل المصاب إلى مكان مظلل أو مكيف، والعمل على تبريد جسمه بأسرع ما يمكن، مثل رش الماء البارد على جسده أو وضع كمادات باردة على بعض المناطق مثل الرقبة وتحت الإبط والفخذين، علما أنه يمكن استخدام المروحة أو التهوية لزيادة فاعلية التبريد. ومن المهم إزالة أي ملابس ثقيلة أو زائدة عن المصاب، لتسهيل تبخر العرق وخفض حرارة الجسم. وإذا كان المصاب في حالة وعي، يمكن إعطاؤه كميات صغيرة من الماء البارد ببطء، لكن يمنع ذلك في حال فقدانه للوعي أو صعوبة البلع. كما يجب مراقبة النبض والتنفس والاستعداد لإجراء الإنعاش القلبي الرئوي في حال توقف التنفس. وتعد الوقاية من ضربة الشمس مسؤولية فردية ومجتمعية، إذ ينصح بتجنب الخروج في أوقات الذروة، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء، وارتداء ملابس خفيفة وواقية. إيمان رضيف لمعلوماتك < أنشطة لابد من الحرص على تجنب ممارسة الأنشطة البدنية في الأجواء شديدة الحرارة مثل المشي مسافات طويلة، كما ينبغي على الأشخاص غير المعتادين على درجات الحرارة العالية أن يكونوا بمنأى عن أشعة الشمس. < سيارة عدم ترك الأطفال أو كبار السن في السيارة، حتى وإن كانت الشبابيك مفتوحة، فارتفاع الحرارة يكون سريعا وخطيرا في أيام الصيف. < أدوية لابد من توخي الحذر عند تناول بعض الأدوية التي تؤثر على قدرة الجسم في الحفاظ على رطوبته والتخلص من الحرارة المفرطة، ومن بينها بعض المضادات الحيوية، ومضادات "الهيستامين". < غطس يساعد غطس المصاب في الماء البارد، أو صبه عليه في مكانه في التخفيف من تأثير ضربة الشمس وخفض حرارة الجسم. رقــــــــم 4 عوامل للخطورة تساهم كثير من العوامل في رفع احتمال التعرض إلى ضربات الشمس، ومن بينها أربعة. ويتجلى أول عامل في أن يكون الشخص صغيرا السن، أو تجاوز عمره 65 عاما. فالصغار عادة لا يكون جهازهم العصبي قد تطور بشكل كاف، أما الذين تجاوزوا 65 عاما فيكون جهازهم العصبي قد بدأ في التراجع، وفي كلتا الحالتين تنخفض قابلية الجسم لضبط درجة حرارته، وبالتالي تزداد مخاطر التعرض لضربة الحرارة. أما ثاني العوامل فهو عدم شرب الماء بشكل كاف، وهو أمر شائع أيضا لدى الصغار والكبار الذين قد ينسون شرب الماء، بينما ثالث عامل يتمثل في التعرض المفاجئ لحرارة مرتفعة، مثل ما يحدث في بداية فصل الصيف، إذ يكون الجسم ما زال معتادا على درجات حرارة الربيع المعتدلة. ويعد رابع عامل هو عدم وجود تبريد مركزي، سواء في العمل أو المنزل، ورغم أن الكثيرين يستعملون المروحة فإنها ليست فعالة في تخفيض درجة حرارة الهواء. أمينة كندي نــصــيـــحــة كيفية الوقاية منها يمكن اتباع بعض الإجراءات الوقائية التي تقلل من فرص الإصابة بضربة الشمس، كما يجب الانتباه إذا ظهرت أي من أعراضها عند الأطفال، أو الرضع، أو كبار السن خاصة في موجات الحر الشديدة. ومن بين النصائح التي ينبغي التقيد بها ارتداء ملابس فضفاضة فاتحة اللون أثناء التعرض للشمس، سيما أن القطع الداكنة تمتص أشعة الشمس، بالإضافة إلى أهمية ارتداء قبعة، أو استخدام مظلة. وينصح كذلك بشرب كمية كافية من السوائل خلال اليوم للوقاية والتخفيف من أعراض ضربة الشمس المبكرة، إذ يتسبب الجفاف ونقص الأملاح في الإصابة بالعديد من مضاعفاتها. ومن بين الأمور المهمة، تقليل المشروبات التي تحتوي على كافيين مثل الشاي أو القهوة، وكذلك تقليل الكحوليات. وينبغي أيضا تجنب التعرض لأشعة الشمس فترة طويلة قدر المستطاع، وجدولة أوقات الخروج من المنزل لتكون قبل العاشرة صباحا وبعد السادسة مساء، وإذا كان لابد من ذلك في أوقات الظهيرة، فينصح بأخذ أكثر من استراحة أثناء المشي أو ممارسة أي نشاط بدني. أ. ك تـؤدي إلـى فقـدان الوعـي الدكتورة مبتسم قالت إنه يجب تقديم علاجات أولية للمصاب ونقله إلى مكان بارد وتمكينه من السوائل قالت الدكتورة حسناء مبتسم، طبيبة عامة، إن ضربات الشمس يمكن أن تؤدي بالشخص إلى فقدان الوعي، إضافة إلى ظهور أعراض مثل الهذيان والجفاف، مؤكدة أنه يجب تقديم الإسعافات الأولية للمصاب، ومنها نقله إلى مكان بارد وتمكينه من شرب الماء أو غيره من السوائل، قبل طلب المساعدة الطبية ونقله إلى المستشفى. في ما يلي نص الحوار: كيف يمكن تعريف ضربة الشمس؟ > تعرف ضربات الشمس أو ضربة الشمس كما يطلق عليها عامة الناس، بأنها حالة طبية، تحدث عندما ترتفع حرارة الجسم، إلى مستويات عالية، بسبب التعرض المفرط لأشعة الشمس أو الحرارة العالية، ويمكن أن تكون هذه الحالة مهددة لحياة الأشخاص، وتتطلب تدخلا علاجيا فوريا. كيف تؤثر على جسم الإنسان؟ > تشمل تأثيرات ضربات الشمس على جسم الإنسان، ارتفاع حرارة الجسد إلى مستويات كبيرة، يمكن أن تتجاوز أحيانا 40 درجة مائوية، ترافقه أعراض عصبية تتضمن الارتباط والهذيان والتشنجات، وقد تصل مستوى التهيج، يصاب فيها المريض بحالة شبيهة بنوبات الصرع، كما يمكن أن تصل أيضا إلى فقدان الوعي. هل هناك أعراض واضحة لها؟ > من الأعراض التي تظهر إصابة الشخص بضربة الشمس، الجلد الساخن، الذي يؤدي إلى الجفاف، ناهيك عن تسارع نبضات القلب، وتنفس سريع مع صداع شديد مصحوب بالقيء والغثيان. ما هي مضاعفاتها؟ > تشمل مضاعفات ضربة الشمس فقدان كميات كبيرة من السوائل والأملاح من الجسم، وبالتالي إصابته بجفاف حاد. وتسبب ضربات الشمس أضرارا مختلفة لباقي أعضاء الجسم، من قبيل القلب والكبد والكلى، وإجهاد عام بسائر الجسد، بسبب العرق الغزير، ما يسبب عطشا مفرطا. كيف يمكن الوقاية من ضربات الشمس؟ > هناك مجموعة من التدابير التي يمكن أن تقي الشخص من ضربات الشمس، أبرزها تجنب التعرض المباشر للشمس خلال ساعات الذروة، وارتداء ملابس خفيفة وفضفاضة، وشرب الماء بكميات كافية، واستخدام واقي الشمس لحماية الوجه من الأشعة المضرة، وفي حالة الخروج وجب أخذ فترات من الراحة في الأماكن المظللة أو المكيفة. ما هي سبل العلاج المتوفر؟ > من الضروري على الشخص الذي يقدم الإسعافات لشخص أصيب بضربة الشمس، أن يقوم بنقله مباشرة إلى مكان بارد ومظلل، ومحاولة تبريد جسده بطرق مختلفة منها رشه بالماء البارد، أو استخدام كمدات باردة. ويجب أيضا تقديم الماء أو غيره من السوائل للشخص المصاب، إذا كان ما يزال في وعيه، وتقديم مساعدة طبية فورية، ونقل المصاب إلى المستشفى من أجل تلقي العناية الضرورية من قبل الأطقم الطبية. أجرى الحوار: عصام الناصيري في سطور: - خريجة كلية الطب بالبيضاء - حاصلة على دبلوم طب الشغل بالبيضاء - طبيبة مستعجلات بالمستشفى الإقليمي محمد السقاط بالبيضاء - عضو جمعية شباب المدينة للثقافة والتنمية

ضربة الشمس… اضطراب وخطر

تؤدي إلى تلف في الدماغ نتيجة عجز الجسم عن خفض درجة حرارته

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بوجنيبـة ... لعنـة "الفوسفـاط"

12 سنة لمغتصب شابة بالجديدة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات