ياسين المنصوري استعرض بالأرقام قوة المخابرات المغربية في مقر الأمم المتحدة في 30 شتنبر الماضي، شد محمد ياسين المنصوري، الرجل الأول في المديرية العامة للدراسات والمستندات، أنظار العالم في مقر الأمم المتحدة بنيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، بكشفه عن أرقام لافتة عن 12 سنة من عمل أجهزة الاستخبارات المغربية على حماية التراب الوطني والدول الحليفة للمغرب من مخططات إرهابية عابرة للحدود.اختار المنصوري لعرضه المذكور، لغة إحصائية وجافة، إلا أنها أبرزت أن الاستخبارات المغربية، فاعل قوي ومرجعي في جمع المعلومة الأمنية ومكافحة الإرهاب في إفريقيا وأروبا والشرق الأوسط.كان لافتا في عرض المنصوري أمام الأمم المتحدة، عدم نسبه العمليات إلى جهاز استخباراتي مغربي معين، ما يعني أنها تشتغل في انسجام تام ولا يصطدم بعضها بالآخر، إذ كشف أن المغرب، ومنذ إقراره مخطط "اليقظة الأمنية" في 2002، تمكن من وضع يده على 2676 إرهابيا، أي ما يوازي 223 شخصا في السنة الواحدة.وتشير المعطيات ذاتها، إلى أن معدل الخلايا الإرهابية التي قامت الأجهزة الأمنية المغربية بفكها بشكل استباقي، يبلغ 10 خلايا في السنة، إذ حصرت المخابرات المغربية على لسان محمد ياسين المنصوري، مدير فرعها الخارجي، أن 126 هو مجموع الخلايا المفككة بشكل استباقي خلال الفترة (2002-2014).وبينما لم تكن الخلايا الـ126 تستهدف المغرب كلها، إذ أن 41 منها مرتبط ببؤر توتر في العالم، وأساسا بمنطقة الساحل الإفريقي والعراق وسوريا، وصل عدد المخططات الإرهابية المحبطة من قبل أجهزة الأمن المغربية 276، بينها 119 مخططا كان الضالعون فيها على أهبة تفجير مقرات أمنية ومنتجعات سياحية وبنايات دبلوماسية وأماكن عبادة خاصة باليهود والمسيحيين.وإذا كان مجموع تلك المخططات يفيد بأن المعدل السنوي خلال عقد من الزمن يصل إلى 23 مخططا، فإن معطيات ياسين المنصوري، أبرزت أن المخابرات المغربية حصنت البلاد من لعنة الاغتيالات، بإحباطها لـ109 مخطط اغتيال شخصيات أمنية وسياسية ورموز يهودية مغربية وسياح أجانب، كما حالت دون تنفيذ 7 مخططات لاختطاف رهائن.وتأكد من خلال عرض محمد ياسين المنصوري، أن الأداء الذي تقوم به المخابرات المغربية، على مستوى التدخل لإفشال المخططات الإرهابية في مهدها، أمر حير التنظيمات الإرهابية، فقرر تنظيم القاعدة جعل المغرب هدفا مباشرا، وباعتماد آليات جديدة، منها تجنيد خلايا صغيرة وذئاب منفردة وتوجهيها عن بعد، لكنه لم يتوفق في ذلك، وهو ما انكشف بوضع المغرب ليده على خلية "المرابطون الجدد" في 2009.أكثر من ذلك، كشف محمد ياسين المنصوري عن معطى لافت عن أسلوب عمل المخابرات المغربية، ويتمثل في متابعة تحركات الجهاديين المغاربة في معسكرات الإرهاب بالخارج تحسبا لعودتهم إلى البلاد. وهو ما برز في أرقام دقيقة ومحصورة أدلى بها المنصوري، من قبيل أن عدد المغاربة الذين يقاتلون في سوريا هو 1203 مقاتلا بينهم 218 لهم سجل سوابق إرهابية بالمغرب.والمؤشر أيضا على "الدقة" كأسلوب لعمل المخابرات المغربية، حصرها لعدد المغاربة المنضمين إلى تنظيم "داعش" في 300 فرد يتولون مسؤوليات مختلفة في التنظيم، زيادة على حصرها عدد المغاربة الذين لقوا مصرعهم في مواجهات بسوريا والعراق في 254 جهاديا.ويظهر أن خبرة المديرية العامة للدراسات والمستندات في متابعة مغاربة "الدياسبورا"، أي أفراد الجالية في مختلف بلدان العالم، وخبرتها على مستوى ملف القضية الوطنية الأولى، مكنتاها من أداء لافت ضمن التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وهو ما أبرزته الأرقام التي كشفها المنصوري وتخص الجهاديين الأوربيين من أصل مغربي في جبهات التوتر بسوريا والعراق، وخيوط تجنيد القاعدة في المغرب الإسلامي للمقاتلين من جبهة البوليساريو الانفصالية ومن المغرب.وتتجاوز المعلومات التي تجمعها المخابرات المغربية المحيط الإقليمي للمغرب، لتشمل أفغانستان ومناطق أخرى من العالم، إذ كشف المنصوري في الأمم المتحدة، أن العملية الشهيرة لتدمير قوات التحالف الدولي لمخيم "خلدن" بأفغانستان، وقفت وراءها معلومات وخرائط دقيقة قدمتها المخابرات المغربية للولايات المتحدة الأمريكية.وعلى المستوى الأوربي، يتجاوز حضور المخابرات المغربية المناطق التقليدية للمغرب ممثلة في فرنسا وإسبانيا، بل يصل إلى الدنمارك، وهو ما ظهر عندما كشف محمد ياسين المنصوري، أن معلومات ميدانية للمغرب، حالت دون تفجير مقر المخابرات الداخلية الفرنسية في باريس وتفجير مترو الأنفاق في ميلانو الإيطالية وكنيسة في بولونيا واغتيال رسام كاريكاتير في الدنمارك.امحمد خيي