المحافظة العقارية للنواصر… “براكة” تبيض ذهبا

تعد "بطلا" وطنيا في تحصيل المداخيل والموظفون والمرتفقون يستغيثون من روائح كريهة لم يشفع للمرتفقين والموظفين العاملين بوكالة إقليم النواصر للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية، مجيئها في الرتبة الأولى على الصعيد الوطني من حيث تحصيل المداخيل، في الحصول على مقر يليق بمقامهم. ولما توصل المدير العام بشكايات ومراسلات متعددة في الموضوع، ولم يتفاعل معها، صاروا يلوحون بالاحتجاج، سيما أن شبح المضاعفات الصحية، بدأ يلوح لبعضهم من بعيد. إنجاز: امحمد خيي تصوير (عبد اللطيف مفيق) «لقد نفد صبرنا، ونفكر جديا في المرور إلى الاحتجاج. إن هذا المقر لا تتوفر فيه أدنى شروط العمل اللائق للموظف ولا أدنى ظروف الاستقبال الجيد للمرتفقين»، يقول بحسم، مستخدم، في مصلحة محافظة إقليم النواصر التابعة للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية.المقر الذي يعد موضوع مراسلات وجهت إلى المدير العام للوكالة الوطنية، أحواله سيئة فعلا، وجولة قادت «الصباح» إليه، أبرزت، أن الأمر أفظع مما جاء في المراسلات والشكايات.يوجد في مركز بوسكورة، في مبنى يمتلكه أحد الخواص، ويظهر شكله أنه شيد ليكون مسكنا، لا أن يتخذ مكاتب. نصفه تشغله المندوبية الإقليمية لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والجزء الثاني حول مقرا للوكالة الإقليمية للمحافظة العقارية، بسومة كرائية شهرية «محددة في 30 ألف درهم شهريا» حسب مصدر مطلع.للدخول إلى المقر من بابه الرئيسي والوحيد، يتوجب المرور من «متاهة» شكلتها عشرات الدراجات النارية المركونة أمامه، واختراق «حصار هوائي» تضربه عليه أدخنة قادمة من المطاعم الشعبية المتراصة بجانبه، ولا يتردد موظفون في القول إن «تلك الأدخنة، تسببت في إصابة العديد من المستخدمين بالحساسية».وحينما تنجح في تمرين مراوغة الدراجات النارية المركونة، دون التسبب في إسقاط واحدة، تتفاجأ بأن الموزع الآلي لتذاكر الانتظار، معطل ومجرد «ديكور»، إن لم يكن مصدر خطر على سلامة الأفراد، طالما لم ينتبه أحد، بعد، إلى أن مصدر مده بالتيار الكهربائي منزوع، وبعض خيوطه عارية.وبسبب غياب قاعة للانتظار، لم يجد المرتفقون غير «الكونتوار» الخشبي الذي يفصلهم عن الموظفين، مسندا يحمل ثقل أجسادهم، مما يصعب من مهمة الوصول إلى الشباك، بالنسبة إلى الملتحقين بالمكان حديثا، سيما أن هذه الوكالة تشهد أكبر نسبة إقبال على المستوى الوطني، يؤكد أحد الموظفين، «والدليل هو أنها جاءت في الرتبة الأولى في تحصيل المداخيل على صعيد المغرب».هذه المكانة التي تحتلها الوكالة على الصعيد الوطني، مردها إلى أن نفوذها الترابي، يعرف ثورة لافتة على مستوى مشاريع السكن الاقتصادي بالبيضاء، بعدما ألحقت حديثا بالمجال الحضري، جماعات قروية، تحوي وعاء عقاريا شاسعا.ويقول أحد الموظفين: «من منطقتي أولاد صالح وأولاد عزوز، وحدهما، نتوصل يوميا بحوالي 400 طلب تحفيظ، زيادة على مئات الملفات اليومية المتعلقة باستخراج الرسوم العقارية للبيوعات والرهون والإراثات، واستخراج الرسوم للتجزئات السكنية الجديدة ببوسكورة ودار بوعزة».في الطابق الأول من الوكالة، التي يشتغل بها 33 موظفا، ستة منهم في قسم الاستقبال والصندوق، تم اتخاذ غرف نوم وصالون ومطبخ، مكاتب للمحافظ الإقليمي والمحافظ المساعد، وبقية الموظفين، وهو ما يعتبر بالنسبة إلى العاملين هنا «نوعا من العبث، ليس، فقط، لما غابت عن الطابق الصبغة الإدارية، إنما لغياب اللوجستيك الأساسي للعمل، وأساسا الكراسي والحواسيب».«الله إحسن عوانهم... لا أفهم من أين لهؤلاء الموظفين بهذا الصبر»، تقول مرتفقة، بنبرة إشفاق، حينما تهم بمغادرة الطابق الأول، مكممة أنفها براحة يدها، اتقاء للرائحة الكريهة التي تعم المكان، ومصدرها المراحيض.وليس هذا وحده، ما جعل الموظفين يقولون في رسالتهم إلى المدير العام للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية إن «حال مقر النواصر لا يعكس الصورة الإيجابية للوكالة الوطنية ولا يساهم بتاتا في بلوغ الهدف الأساسي ممثلا في تقديم خدمة تليق بهذا القطاع».يتمثل السبب الآخر، في واحد من المشاهد النادرة حتى في أقدم مقاطعة إدارية بالمغرب، ويؤشر على أن وكالة المحافظة العقارية، استعانت في هذا المقر، ببعض حلول البناء العشوائي، التي ابتدعتها الأسر البسيطة بالمغرب، عندما تمت إقامة درج حديدي عشوائي، لوصل الطابق الثاني بالأول.

المحافظة العقارية للنواصر… “براكة” تبيض ذهبا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

محاكمة بائع متجول بفاس "شرمل" ممرضة

لادجيد... استخبارات في الداخل والخارج

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات