جمعية شبابية بتارودانت نظمت حملات تستهدف تلاميذ دواوير الزلزال لمساعدتهم على التحصيل الدراسي ترسيخ قيم التضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع في زمن الماديات والمصالح الشخصية، رهان صعب قرر القائمون على جمعية "شباب الأطلس" بتارودانت كسبه بتنظيم حملات خيرية تستهدف الفئات المتضررة من ضحايا الزلزال، رغم مرور عام على الحادث المفجع. ومن خلال هذه المبادرات الخيرية حرصت الجمعية الشابة على بعث رسالة إلى المعنيين بالأمر، أنه لم يتم نسيانهم وأن مشاهد القوافل المدنية التي جعلت سكان العالم ينبهرون بتضامن شعبي غير مسبوق، لم تكن مجرد مبادرة عادية انتهت صلاحيتها، بل هي مقدمة لسلسلة تآزر وصلة رحم لن تنقطع، مادام هناك شباب اختاروا تجسيد مواطنتهم وإنسانيتهم على أرض الواقع، ورغبوا في تأكيد أن "تمغربيت» كنز لا يقدر بثمن. من المبادرات التي جعلت أصحابها يستحقون دخول نادي "قافزين" لتسليط الضوء عليها، تلك التي تتعلق بحملة اقتناء احتياجات التلاميذ المنتمين إلى دواوير إقليم تارودانت المتضررة من الزلزال التي أطلقها شباب المدينة، الذين انتظموا في جمعية "شباب الأطلس"، وجعلوا من موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" منطلقا لتجسيد إنسانيتهم على أرض الواقع، عبر التفكير في الآخرين. محاربة الهدر المدرسي في إطار تنويع أنشطتها الإنسانية، اختارت الجمعية الشابة في برنامج عملها المزمع تنزيله، المبادرة إلى استهداف تلاميذ القرى والمداشر بإقليم تارودانت المتضررين من الزلزال. ولمساعدتهم على الاستفادة من فرص تحقيق النجاح، اختارت الجمعية تبني مبادرة تسهيل ظروف الدراسة والتشجيع على الثقافة لمنح المستفيدين فرصة يبرزون فيها ذواتهم، وكذا محاربة الهدر المدرسي الذي يمكن أن يحصل بتضافر عدة أسباب، منها الجانب المتعلق بعدم القدرة على توفير الكتب والمحفظة الدراسية، في ظل الوضعية الاجتماعية الهشة التي يعانيها أرباب الأسر المتضررة من الزلزال. وأطلقت الجمعية الحملة لمساعدة التلاميذ المنتمين إلى الأسر الفقيرة والمعوزة على الحصول على حقائب مدرسية انطلقت باستهداف منطقة أكادير الجامع بتراب جماعة تيزي نتسيت، رسما لبسمة على شفاه الصغار، وتضامنا مع من حال بينه وبين لوازم الدراسة قصر ذات اليد والأزمة الاقتصادية التي أصبحت واقعا لا مفر منه، في ظل تداعيات غلاء الأسعار، التي جعلت من المنتوجات المعروضة حلما بعيد المنال، بالنسبة إلى من يوجدون في وضعية اجتماعية مزرية، فما بالك بمن عانوا ويلات زلزال أتى على الأخضر واليابس. شراكات متعددة لتوسيع المبادرة ركزت جمعية "شباب الأطلس" بتارودانت على إنجاح حملاتها الخيرية على عقد شراكات متعددة لتسهيل توسيع مبادراتها النبيلة، إذ في ما يخص التضامن مع تلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية بمجموعة من الجماعات والمناطق التابعة لإقليم تارودانت، تم عقد شراكة مع عدة فاعلين. وتضمنت مبادرة الجمعية الشابة التي استفاد منها تلاميذ وتلميذات إقليم تارودانت المتضررون من الزلزال، توزيع المئات من الحقائب واللوازم المدرسية بما في ذلك أدوات ودفاتر مدرسية. توزيع لوازم النظافة لم تكتف جمعية "شباب الأطلس" بتارودانت بتوزيع المحافظ والأدوات المدرسية على المستفيدين من مبادرتها الإنسانية، بل حرصت على توزيع مواد النظافة على التلاميذ. ويأتي هذا النوع من المبادرات، في إطار الحرص على العناية بنظافتهم وتحسين هيأتهم ومظهرهم، بما يضمن توفير جميع الظروف المناسبة لتسهيل تحصيلهم الدراسي، وفي الوقت ذاته لمساعدة الآباء على مصاريف أعباء حاجيات لا يمكن الاستغناء عنها. ثقافة التضامن وإسعاد الآخرين من خلال مبادراتها المتعددة والهادفة، حرصت الجمعية التي تتكون من كفاءات شابة حافزها حب الوطن، على خدمة جميع فئات المجتمع، خاصة الفئة المحتاجة للمساعدة، إذ لم تقتصر خدمات الجمعية الشبابية على إقليم تارودانت، بل امتدت إلى مختلف قرى ومداشر المغرب، للقيام بمبادرات إنسانية همت توزيع مواد غذائية وأغطية وملابس لفائدة الفئات الاجتماعية المهمشة والمعوزة في العديد من مناطق المغرب، وهي الأنشطة التي أبرزت قيم التضامن والتآزر وتعميم فكرة إسعاد الآخرين، بفضل انخراط العديد من الشركاء داخل المغرب وخارجه. وليس هذا فحسب، إذ لم ينس القائمون على الجمعية لمناسبات متعددة، رسم البسمة على محيا الأطفال، باستقدام وسائل لتوفير الجو المناسب للعب والترفيه، لمنح الأطفال والقاصرين فرصة للاستمتاع بأجواء رائعة تنسيهم الروتين اليومي لحياة جديدة مرتبطة بتداعيات الزلزال المدمر والعيش في الخيام. محمد بها