شرعت السفارة الفرنسية في وضع معالم خارطة طريق تنزيل خطة ماكرون، لتكريس اعتراف بلاده بالسيادة المغربية على الصحراء، إذ حل كريستوف لوكورتيي، سفير باريس بالرباط، بمطار الحسن الأول بالعيون، مساء أول أمس (الاثنين). واستقبل السفير الذي كان رفقة وفد دبلوماسي كبير، عبد السلام بكرات، والي جهة العيون الساقية الحمراء، في بداية زيارة إلى الأقاليم الجنوبية تستمر ثلاثة أيام، وتنقسم إلى محطتين رئيسيتين بين العيون والداخلة. وأوضحت السفارة أن عددا من معاوني السفارة، المكلفين بالقضايا الثقافية والتعليمية والاقتصادية خصوصا، يرافقون السفير خلال هذه الزيارة التي تهدف إلى لقاء السكان والسلطات المحلية، للاستماع وتقييم التحديات والاحتياجات في هذه الجهات، وتحديد سبل العمل التي يمكن لفرنسا اتخاذها لدعم تنميتها الاقتصادية والاجتماعية لصالح سكانها، "تماشيا مع المواقف التي عبرت عنها فرنسا ورئيس الجمهورية، إيمانويل ماكرون، خلال زيارته الرسمية الأخيرة إلى المملكة المغربية". وأضافت مصالح السفارة أن الغرفة الفرنسية للتجارة والصناعة بالمغرب ستنظم، بالتزامن مع هذه الزيارة، أياما اقتصادية في جهتي العيون-الساقية الحمراء والداخلة-وادي الذهب، يشارك فيها حوالي خمسين من رؤساء الشركات وصناع القرار الاقتصادي من المغرب وفرنسا. واستهل الوفد الفرنسي زيارته بسلسلة من الاجتماعات مع رؤساء وأعضاء المجالس المنتخبة بالجهة، والوقوف على عدد من المشاريع والأوراش التنموية الكبرى المنجزة في إطار النموذج التنموي، للاطلاع على الوضع العام بالأقاليم الجنوبية. ويرافق السفير الفرنسي، كريستوف لوكورتيي، وفد يضم عددا من المسؤولين رفيعي المستوى، من بينهم جان هيلبرون، المستشار السياسي الثاني، وستيفان سولي، نائب القنصل المكلف بالشؤون القنصلية في القنصلية العامة لفرنسا بأكادير، وكلوديا غوديو فرانسيسكو، رئيسة غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بالمغرب، وأنياس همروزيان، المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، مستشارة التعاون والعمل الثقافي، وجان مارك ميريو، المدير العام للمهمة العلمانية الفرنسية والمكتب المدرسي والجامعي الدولي، إضافة إلى رؤساء الشركات المنتمية إلى غرفة التجارة والصناعة الفرنسية. وتأتي الزيارة أياما قليلة بعد إعلان جان نويل بارو، وزير أوربا والشؤون الخارجية الفرنسي، أن بلاده "أرفقت القول بالفعل"، بتعزيز حضورها القنصلي والثقافي بالصحراء المغربية، في إشارة إلى افتتاح قنصلية وفرع للمعهد الثقافي الفرنسي، مجددا عزم بلاده تطوير شراكة مغربية-فرنسية في مجموع تراب المملكة، بما في ذلك الصحراء المغربية، تماشيا مع الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أمام مجلسي البرلمان، والذي أكد فيه أن حاضر ومستقبل الصحراء يندرجان في إطار السيادة المغربية. وسجل بارو أن المقاولات الفرنسية ستواكب تنمية الأقاليم الجنوبية للمملكة، من خلال استثمارات ومبادرات مستدامة ومتضامنة لفائدة السكان المحليين، مؤكدا الحرص الفرنسي على الوقوف في صف المغرب "من أجل حل سياسي عادل ومستدام، يشكل مخطط الحكم الذاتي لـ 2007 أساسه الوحيد". ياسين قطيب