اللجنة الوطنية للأخلاقيات تدرس شكاية تتهم وزيرا بالإساءة إلى منظمة مقربة من "الميزان" كشفت شكاية توصل بها عبد الواحد الفاسي، رئيس اللجنة الوطنية للأخلاقيات، بداية سقوط روح التضامن الحزبي بالاستقلال تقدم بها أعضاء منظمة اقتصادية مقربة من "الميزان" تتهم وزيرا بالإساءة إليها. وتضمنت الشكاية التي توصلت "الصباح" بنسخة منها، احتجاجا شديدا على ممارسات وزير استقلالي خلفت تساؤلات جدية حول مدى التزامه بقيم التضامن الحزبي والانضباط الأخلاقي، إذ جاء فيها أنه "بدلا من أن يكرم صوت مؤسسة وطنية يرأسها عضو في اللجنة التنفيذية للحزب اختار تجاهله وإقصاءه في خرق واضح للأعراف البروتوكولية، ومساس بصورة مؤسسة تعد من مفاخر الاقتصاد الوطني ورافعة أساسية للتنمية". واستعجلت مصادر "الصباح" تحديد موعد للاستماع إلى دفوعات أصحاب الشكاية، واتخاذ الإجراء المناسب تحصينا للحزب من تداعيات ممارسات مشبوهة تشتم فيها رائحة تحالفات عابرة للأحزاب، متسائلين عن جدوى قرار الاستقلال إحداث لجنة الأخلاقيات والسلوك، بعضوية عدد من رموز الحزب المشهود لهم بالكفاءة والأخلاق والمروءة وتشبثهم بالمبادئ الوطنية والقيم الاستقلالية، إن لم تتدخل في الفترة المتبقية من الولاية الحكومية دفاعا عن مصالح الحزب. وتدافع اللجنة التنفيذية للاستقلال عن صلاحيات اللجنة الوطنية للأخلاقيات، وفقا لمقتضيات الفصل 21 من النظام الأساسي للحزب الذي صادق عليه المؤتمر الـ 18. وتضم لجنة الأخلاقيات التي يرأسها عبد الواحد الفاسي، محمد سعد العلمي، وشيبة ماء العينين، ومحمد الموساوي السوسي، ولطيفة بناني سميرس، ومحمد الحبيب الخراز، وفيصل لحلو. يذكر أن كاتب دولة معينا حديثا تسبب في أزمة داخلية بحزب الاستقلال، إذ اتهمته فعاليات اقتصادية مقربة من "الميزان" بتعمد إقصائها من الندوة، التي أشرف على تنظيمها، بالبيضاء لاستعراض برنامج حكومي جديد، ما دفع استقلاليين غاضبين إلى مراسلة الأمين العام، نزار بركة، ورئاسة الحكومة للاحتجاج. وتحذر أصوات استقلالية من التداعيات السلبية للانخراط المبكر في الحسابات الانتخابية، مؤكدة أنه "ليس في صالح الحزب الانخراط المبكر في أي سباق يؤثر على العمل الحكومي، ويكون له وقع سلبي على مسار الإصلاح وعلى تنفيذ ما تبقى من البرنامج الحكومي. وتشدد القيادة الحالية للحزب على أن السياق العام يفرض ضرورة بقاء التجانس الحكومي لخدمة المواطنين إلى نهاية الولاية الحكومية، إذ برر نزار بركة، الأمين العام للاستقلال المواقف التي عبر عنها الحزب بـ"كلمات حق" في قضايا حيوية، من قبيل القدرة الشرائية للمغاربة، وتحديات توفير مليون منصب شغل، ومواجهة "جشع تضخمي" وممارسات استغلال الوضع العام لرفع هوامش الربح بشكل مفرط. واعتبرت قيادة "الميزان" أن المواقف السياسية لا يجب أن تفرط في التماهي مع شخصية الحزب وقيمه ومبادئه وثوابته ومشروعه المجتمعي، ومواقفه الوطنية الثابتة والمنحازة دوما لمصلحة المواطنين. ياسين قُطيب