مهرجان الأندلسيات الأطلسية يتضامن مع ضحايا «فالنسيا» في افتتاحه انطلقت، مساء أول أمس (الخميس) فعاليات النسخة 19 لمهرجان الأندلسيات الأطلسية بالصويرة، على إيقاعات "العيش المشترك" وأنغام الضفتين المتوسطية من فلامنكو إسباني والآلة الأندلسية وتراث "الرزون" المحلي. وخيمت فاجعة "فالنسيا" التي راح ضحيتها عشرات الضحايا إثر الفيضانات التي غمرت إسبانيا، قبل أيام، على أجواء الافتتاح الذي احتضنته المنصة الكبرى بقاعة المسيرة، حين عبر أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك، والرئيس المؤسس لجمعية "الصويرة موغادور" المنظمة للمهرجان، عن تضامنه مع ضحايا الفاجعة. وقال أزولاي خلال كلمة له للمناسبة، خاصة لضيوف المهرجان من فنانين ومسؤولين وزوار إسبان، "إن المغرب متضامن معكم ويبكي الضحايا معكم (...)، لكنه في المقابل يغني لأجل قربنا وتضامننا وتاريخنا المشترك، بصفحاته المشرقة وحتى السوداء منها، وهنا في الصويرة نستحضر هؤلاء الضحايا ونكرمهم على أرضها". وتميزت الأمسية الافتتاحية بمشاركة فرقة "روافد طنجة"، بقيادة الفنان عمر المتيوي والمنشد صلاح الدين مصباح والفنان المغربي مارك مارسيانو في وصلة غنائية تجاورت فيها شذرات من الصنائع الأندلسية باللغتين العربية والعبرية وفن "المطروز" الذي يعكس جانبا من ثقافة ومرددات المغاربة اليهود. وفي الجزء الثاني للسهرة أمتعت الفنانة الإسبانية ليونور ليال جمهور المهرجان بوصلات رقص استحضرت فيها أجواء الحواري العتيقة للمدن الإسبانية العريقة، الممزوجة بآهات المنشدين على وقع نغمات القيثارة وصوت كعب الحذاء وهو يجاري بقية الآلات الإيقاعية المرافقة في الغناء والعزف. وسبق لليونور ليال أن أطلت على جمهور مهرجان الأندلسيات الأطلسية في دورة سابقة، إذ تجمع في مسارها المهني بين تدريس الرقص ومزاولته، إذ بدأت مسارها ضمن فرقة "أنطونيو إل بيبا" بعد أن خضعت لتكوين خاصة في فن الباليه والرقص الإسباني، قبل أن تقدم عرضها الفردي الأول في 2008 لتنطلق مسيرتها الفنية منذ تلك اللحظة. وتواصلت فقرات المهرجان ما بعد منتصف الليل، بفضاء "دار الصويري"، حيث كان الجمهور على موعد مع احتفال فرجوي بطقس "الرزون" وهو أحد الفنون التراثية المحلية للصويرة، تعكس جانبا من تاريخها والتعايش المشترك بين الأعراق التي كانت تقطن أحياءها وأزقتها بمجالها العتيق، يجمع بين فنون القول والإنشاد والأداء المسرحي، ضمن لوحة فنية تحت إشراف الباحث يوسف بوسان. وتتواصل، اليوم (السبت)، فعاليات مهرجان الأندلسيات الأطلسية بثلاث حفلات موسيقية تنطلق من فضاء "دار الصويري" بمشاركة الفنان الإسباني بيسنتي جيلو والفنان المغربي جلال شقارة، ثم لقاء موسيقي بين العازفين أحمد الكندوز وإدريس نيكرا ودليلة مكسوب. أما حفل الاختتام فتحتضنه المنصة الكبرى بقاعة المسيرة وتعرف مشاركة الفنانة دلال البرنوصي التي تستعيد جوانب من الغناء المغربي اليهودي للفنان الراحل جو عمار، بحضور الديفا والفنانة ريموند البيضاوية التي تجدد اللقاء مع جمهور المهرجان. عزيز المجدوب (موفد "الصباح" إلى الصويرة)