الانهيار العصبي… الإجهاد النفسي

يهدد الانهيار العصبي الكثير من الأشخاص، سيما الذين يعيشون تحت ضغط نفسي وجسدي ويعانون القلق المفرط. في هذه الورقة نقدم معطيات أكثر عن الانهيار العصبي وأسباب الإصابة به، وطرق الوقاية منه. ومن المحاور أيضا أنواع الانهيار العصبي، والفئات الأكثر عرضة للإصابة. في ما يلي التفاصيل: المرفهون الأكثر عرضة مشاكل تؤثر على العقل الباطني وتسبب النوع الأشد حدة كل شخص معرض للإصابة بالانهيار العصبي، لأسباب كثيرة منها التوتر والقلق المفرط والإجهاد النفسي. ويرى الاختصاصيون أن الانهيار العصبي ثلاثة أنواع، ويتعلق النوع الأول، بالانهيار العصبي الأساسي الذي يرتبط بما يحمله الشخص من شعور سلبي داخلي، ويشعر أنه يعيش تحت ضغوط الحياة، وأنه لا يقدر على تحملها. ويتميز هذا النوع، بعجز في الآليات أو الوسائل الدفاعية للجسم عن التأقلم مع هذه الضغوط، ولذلك يتعرض للانهيار العصبي الشديد، ويؤدي ذلك إلى تغيير مسيرة حياته، أو أن يصاب بأمراض خطيرة، أو يمكن أن يصل الأمر إلى الموت. وبالنسبة إلى النوع الثاني فيعتبر شديدا، ويظهر بسبب تعرض الإنسان لمشاكل أثرت في عقله الباطني، وهذا يجعله في أشد حالات التوتر، وينفجر لأقل مشكل أو إثارة يتعرض لها. وتسمى هذه الحالة الانهيار العصبي التام. ويصيب النوع الثالث من الانهيار العصبي، المرفهين، وهم من ينقصهم الاستعداد النفسي لتحمل أي هزة يتعرضون لها، للرفاهية التي يعيشون فيها، ويؤدي ذلك إلى تعرضهم للانهيار عند التعرض لأي مشكل حتى ولو كان بسيطا. ويتشابه الانهيار العصبي مع نوبة الهلع، لأن الإجهاد من أسباب الإصابة بهما، كما أن كليهما يكون مؤقتا. ويحتاج المصاب بمرض الانهيار العصبي إلى السماح لمشاعره بأن تظهر، وتصبح بالتالي مسيطرة على جسده، علما أن الهلع والخوف والهم والقلق والإجهاد، من المسببات للانهيار العصبي. وأظهرت العديد من الأبحاث أن هناك خللا كيميائيا في النواقل العصبية داخل الدماغ، وهي مواد كيميائية تنقل الرسائل والإشارات بين أعضاء الجسم والدماغ، فقد يتعرض أي شخص للإصابة بهذه الحالة المرضية، ولكن الأشخاص الأكثر عرضة هم من يكونون تحت تأثير عدد من الضغوط، ومن لديهم تاريخ للإصابة بالاضطرابات العقلية في العائلة. فمن أجل تجاوز خطر الإصابة بالانهيار المتكرر، من المهم، احداث تغييرات في حياة المصاب، تشمل اتخاذ إجراءات في الحياة اليومية يكون الهدف منها التخلص من القلق والضغط وتحسين الحالة النفسية، مع الحرص على الحصول على ساعات نوم أكثر وممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم وتجنب المنبهات والكافيين. إيمان رضيف لمعلوماتك < الانهيار العصبي هو مصطلح يصف حالة من الضيق والضغط المفرط نفسيا، يصل إلى درجة إعاقة وتعطيل النشاط اليومي للشخص خلال هذه الحالة، بسبب قلق وضغط نفسي مفرط ناتج عن صدمة عاطفية أو خسارة شخص عزيز، أو عدم القدرة على مواجهة تحديات مواقف الحياة وضغوط العمل. < كان يستعمل مصطلح الانهيار العصبي سابقا لوصف العديد من الأمراض النفسية، لكنه حاليا لا يعد مرضا أو اضطرابا نفسيا، بل يعتبر الانهيار العصبي من أعراض القلق المفرط، وينظر إليه باعتباره فترة زمنية يشكل فيها الضغط النفسي والجسدي غير المحتمل، عقبة وحاجزا أمام عمل الشخص ونشاطه. < يتميز الانهيار العصبي بطبيعته المؤقتة، وتتشابه أعراضه مع أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، ويمكن أن يكون الإجهاد النفسي سببا رئيسيا في الإصابة به، أو يكون عرضا لمشكلة أخرى مثل الاكتئاب. رقــــــــم 3 خطوات للوقاية منه يعتبر عدد من الاختصاصيين أن الانهيار العصبي هو الأزمة العصرية للصحة النفسية. وأظهرت دراسة طبية أن المشاكل العاطفية مثل الطلاق أو الانفصال تتسبب في نحو 24 في المائة من الإصابة بالانهيار العصبي، وتتسبب مشاكل العمل والمدرسة في 17 في المائة، والمشاكل المالية في 11 في المائة. ولهذا ينصح الأطباء باتباع عدد من الخطوات التي تمكن من الوقاية من الإصابة بالانهيار العصبي، ويمكن كذلك أن تقلل من شدة أعراضه وتكرار حدوثه. ومن بين الخطوات ثلاث، أولاها ممارسة الرياضة، ويمكن أن تكون بسيطة مثل المشي، وثانيتها ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التنفس العميق، أما ثالثتها فتتمثل في الحد من التوتر عن طريق الحركة والقيام بأنشطة مختلفة. ومن جهة أخرى، يشدد الأطباء على ضرورة أخذ المحيطين بالمصاب بالانهيار العصبي أو المعرض للإصابة به بعين الاعتبار أنه يكون أكثر حساسية، ولذلك فهناك كلمات يجب أن يتجنبوها، لأنها يمكن أن تفاقم وضعه النفسي، منها "هناك مشاكل أسوأ مما تمر به"، و"الغد أفضل". أمينة كندي نــصــيـــحــة اعتماد نمط حياة صحي ليس من الممكن دائما منع الانهيار العصبي، ولكن قد تساعد بعض الخطوات في تقليل المخاطر ومنها ممارسة تقنيات إدارة التوتر بانتظام. وينصح الأطباء بالحفاظ على نمط حياة صحي بممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي متوازن والنوم الكافي، إلى جانب بناء علاقات دعم اجتماعي قوية وتحديد أهداف وأولويات واقعية لتجنب الإرهاق. ومن أجل دعم الأشخاص الذين يعانون انهيارا عصبيا لابد من الحرص على توفير مساحة آمنة لهم للتعبير عن مشاعرهم وهمومهم دون خوف من النقد، وكذلك المساعدة في المهام أو المسؤوليات اليومية للتخفيف من بعض التوتر الذي يشعرون به. ويمكن كذلك اقتراح العلاج أو التقييم النفسي أو عرض مرافقة المصاب بالانهيار العصبي لزيارة الطبيب إذا لزم الأمر. ويستغرق التعافي من الانهيار العصبي وقتا طويلا، وقد تحدث انتكاسات، لذلك فالمصاب يكون بحاجة إلى تقديم الدعم له طيلة فترة العلاج. وقد يكون دعم شخص يعاني انهيارا عصبيا مرهقا عاطفيا، لذلك ينصح بإعطاء الأولوية للرعاية الذاتية. أ. ك الصدمات العاطفية من أسبابه الدكتورة عزيزي حذرت من إهمال علاجه تفادي تأثيراته السلبية حذرت الدكتورة فاطمة عزيزي، طبيبة عامة من إهمال علاج الانهيار العصبي تفاديا لتأثيراته السلبية المتمثلة في التفكير في الانتحار. وقالت الدكتورة عزيزي إن الصدمات العاطفية من أسباب التعرض للانهيار العصبي. عن أعراض الانهيار العصبي وأسبابه وكيفية علاجه وخطورته ومحاور أخرى، تتحدث الدكتورة عزيزي ل"الصباح" في الحوار التالي: ما هو الانهيار العصبي؟ يعتبر الانهيار العصبي حالة نفسية يمر منها المصاب نتيجة عدة ضغوطات أو مواقف أو صدمات لا تكون لديه القدرة على تحملها، كما تؤثر سلبا على أنشطته اليومية. وتختلف مؤشرات الانهيار العصبي من حالة إلى أخرى، لكن جميعها لها قاسم مشترك ويتجلى في عدم القدرة على أداء مختلف الأنشطة كما كان عليه الأمر في السابق. ما هي أعراضه؟ من بين أعراض الانهيار العصبي خفقان في القلب وارتفاع الضغط الدموي وأيضا الإحساس بفقدان الحركة وعدم القدرة على تحريك أعضاء من الجسم، ويمكن أن يعاني أشخاص مشاكل في الجهاز الهضمي وأبرزها ألم في المعدة وأيضا التشنج العضلي. ونتيجة التعرض للانهيار العصبي يشعر المصاب بفقدان الأمل والنوم لساعات طويلة والتوتر وسرعة الانفعال والإحساس بألم غير مبرر. وتعاني حالات أخرى العزلة والرغبة في الابتعاد عن محيطها ما يجعلها تبدأ في التفكير في وضع حد لحياتها. ما هي أسباب الإصابة به؟ تعتبر أسباب الانهيار العصبي متعددة وتكون ناتجة عن عدة عوامل منها صدمة عاطفية شديدة، مثل وفاة أحد الأشخاص أو حدوث طلاق أو أزمة مالية، وكذلك الضغط في العمل المستمر، وأيضا التعرض لحادث نتجت عنه إصابة شديدة أو عجز لدى الشخص، إلى جانب وجود تاريخ عائلي في الإصابة باضطرابات القلق. ومن جهة أخرى، هناك أشخاص يكون لهم استعداد نفسي للإصابة به لأبسط الأسباب لعدم القدرة على الصبر والتحمل عند مواجهة مشكلة ما. أين تتجلى خطورته؟ > كلما تم إهمال علاج حالة الانهيار العصبي واجه المصاب صعوبات نفسية كثيرة أبرزها محاولة وضع حد لحياته والانتحار نتيجة عدم القدرة على التفكير بشكل عقلاني، وبعد سيطرة حالة التشاؤم والتوتر عليه. كيف يتم علاجه؟ > تساعد بعض الأدوية على التخفيف من التوتر والقلق، وتحسين الحالة المزاجية للمصاب وكذلك قدرته على تجاوز الانهيار العصبي، الذي يؤثر سلبا على مختلف مناحي حياته وعلاقاته بمحيطه. ومن بين تلك الأدوية مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق، والتي لا يمكن استعمالها إلا بعد أن يتم تشخيص الحالة من قبل الطبيب. ولا ينبغي التوقف عن تناول الأدوية دون استشارة الطبيب، إذ وحده من يجب أن يتخذ قرار زيادة أو خفض الجرعة. ويحتاج المصاب بالانهيار العصبي إلى علاج نفسي غالبا، بالموازاة مع استعمال أدوية مضادة للاكتئاب، فذلك يساعده كثيرا على تجاوز مرحلة التوتر وتغيير نظرته للحياة. كم يستغرق علاجه؟ > أغلب حالات الانهيار العصبي يستغرق علاجها مدة طويلة قد تتجاوز ستة أشهر لتصل سنتين، إلى جانب أن هناك حالات تحتاج إلى أدوية مدى الحياة. وتختلف مدة العلاج تبعا لكل حالة ومدى استجابتها وأيضا حدة الصدمة التي تعرضت إليها. وكلما استطاع المصاب تغيير نمط حياته نجح في التخفيف من حدة الانهيار العصبي. أجرت الحوار: أمينة كندي في سطور: - طبيبة في الطب العام والطب المثلي. - نائبة رئيس الجمعية المغربية لأطباء القطاع الحر. - عضو اتحاد العمل النسائي. - شاركت في عدة مؤتمرات طبية داخل المغرب وخارجه.

الانهيار العصبي… الإجهاد النفسي

من أعراضه الضغط والقلق المفرط والاكتئاب

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحت الدف

"أسترازينيكا" تفتتح مقرها الجديد بالبيضاء وتكشف عن مشاريع طموحة بالمغرب

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات