الدخول المدرسي بتطوان… كابوس التكاليف

بين من تهيمن على تفكيره الأقساط الشهرية للتمدرس بالمؤسسات الخصوصية، ومن يفكر في تدبير متطلبات الحقيبة الدراسية مع انطلاق الموسم الدراسي، بعد تخلي الحكومة عن توزيع المحافظ الدراسية كما دأبت على ذلك تنفيذا لمبادرة ملكية، تستبد الهواجس بالآباء والأولياء خلال هذه الفترة من السنة.. هواجس تضع في الحسبان عدم الإخلال بالواجب تجاه تمدرس الأبناء وتلبية الحاجيات الخاصة بتعلم فلذات الأكباد دون تخلف أو تردد.. في ما يلي محاولة لرصد أجواء الدخول بتطوان، في ظل موجة ارتفاع الأسعار التي ضربت أغلب المواد الاستهلاكية.. يتفق الكثير من الآباء وأولياء الأمور الذين التقتهم «الصباح» بتطوان لمناسبة الدخول المدرسي، خاصة ممن يفضلون متابعة أبنائهم دراستهم بمؤسسات التعليم الخصوصي أن «أغلب المدارس الخاصة لم يحدث بها أي تغيير على مستوى الأسعار المحددة للأقساط الشهرية التي تعمل بها»، إذ صرح الآباء الذين قاموا بإعادة تسجيل أبنائهم منذ الأيام الأولى من شتنبر الجاري، أن «المدارس التي تابع بها أبناؤهم تعليمهم الموسم الدراسي الماضي لم تحدث أي تغيير في الأسعار التي عملت بها المواسم الماضية»، وهو ما جعل الكثيرين يعيدون تسجيل أبنائهم دون تردد، من أجل مواصلة المسار الدراسي في المستوى الأعلى دون أن يتجشموا عناء البحث عن مدرسة جديدة بأساتذة جدد داخل فصول جديدة وفي فضاءات مغايرة». ولعل هذه المعطيات كانت الدافع لعدم سعي الكثير من الآباء أو أولياء الأمور لعدم البحث أو الاستغراق في التفكير في مدرسة جديدة، مكتفين بإعادة تسجيل الأبناء بالمؤسسات نفسها، شعارهم في ذلك «من تعرفه خير ممن لا تعرفه». زيادة استثنائية إذا كانت التصريحات التي استقتها «الصباح» أفادت أن أغلب المؤسسات لم ترفع قيمة الأقساط الشهرية المحددة للتدريس بجميع المستويات، فإن إحدى المؤسسات الشهيرة بتطوان، وعلى عكس الاتجاه العام لباقي المدارس الخصوصية، اختارت «فرض الأمر الواقع على الآباء والأولياء»، وهو ما تجسد في تصريحات بعض الآباء المعنيين بلجوء هذه المؤسسة إلى الرفع من قيمة الأقساط الشهرية، بل إن بعض أولياء التلاميذ صرحوا لـ «الصباح» بأن «هذه المدرسة عملت على فرض أداء واجب جمعية الآباء»، ولم يكن هذا الواجب رمزيا كما صرح أحد الآباء، إذ «تم فرض أداء مبلغ 200 درهم للانخراط بجمعية الآباء والأولياء»، ذلك أن هذه المؤسسة اختارت مجاراة المؤسسات العمومية التي تفرض واجبا ماليا للانخراط في جمعيات الآباء، وهي المبالغ التي تكون بمثابة اعتمادات خاصة تصرفها المؤسسات العمومية في بعض الإصلاحات أو الإعانات أو الأنشطة، لكن يظهر أن هذه المؤسسة الخصوصية اختارت «استنساخ هذه التجربة» لتطبيقها في مدرسة مواردها الأساسية هي ما يؤديه الآباء من مبالغ مالية شهرية في نظام تعليمي خاص. وذكر بعض الآباء الذين دأبوا على اختيار هذه المؤسسة لتدريس أبنائهم بتطوان، أنها لمناسبة الدخول المدرسي الجديد لجأت إلى «تطبيق زيادات همت جميع مستويات التمدرس وكذا الرسوم التي تفرضها للتسجيل». وفي تصريحات متفرقة لبعض الآباء والأولياء أكدوا أن «هذه المؤسسة المعروفة بتطوان رفعت من قيمة الرسوم المفروضة للتسجيل بـ 500 درهم، فبعد أن كانت خلال الموسم الماضي محددة في 1000 درهم وصلت مع الدخول الجديد إلى 1500 درهم». وأشار بعض الآباء الذين عبروا عن تذمرهم من الزيادات التي واجهتهم هذه المؤسسة الخصوصية بها، إلى أنها لم تقتصر على الرفع من رسوم التسجيل، وإنما «طالت كذلك المبالغ المفروضة للأقساط الشهرية». وفي التفاصيل التي أوردها أحد الآباء المعنيين قال إن «الأقساط الشهرية لكل تلميذ يدرس بالمستوى الابتدائي ارتفعت في هذه المؤسسة بـ 200 درهم شهريا، ليقفز من 1000 درهم إلى 1200 درهم». ولم تقف عدوى الزيادة عند المستوى الابتدائي، بل بلغت كذلك المستوى الإعدادي الذي حلق قسطه الشهري من 1400 درهم إلى 1600 ، وكذلك المستوى الثانوي الذي بلغت قيمة زيادة قسطه الشهري 2100 درهم، بعد أن كانت محددة في ما سبق في 1900 درهم».. موجة زيادة اختارت هذه المؤسسة أن تواجه بها زبائنها من الآباء والأولياء الباحثين عن «جودة مفترضة»، أو الساعين لتجنيب أبنائهم «اكتظاظ الفصول الدراسية بالتعليم العمومي»، أو «الطامحين في تلقي أطفالهم لغات أجنبية ومهارات معرفية قد لا توفرها فصول وزارة التربية الوطنية»، في ظل واقع يتسم ببعض الاختلالات. مقررات مكلفة ليست الأقساط الشهرية المرتفعة للتدريس بالمؤسسات الخصوصية ما يؤرق الآباء والأولياء، بل كذلك اختلاف المقررات تبعا للمناهج التي تختارها هذه الفضاءات الدراسية، والتي غالبا ما تكون مقررات يتم استيرادها من الخارج، وتتعلق بمناهج أنجلوساكسونية أو فرنكوفونية، أو حتى بعض الكتب الإسبانية، والتي تكون أسعارها مرتفعة، الأمر الذي يرفع من تكاليف الحقيبة المدرسية لتلاميذ هذه العينة من التعليم. وفي هذا السياق أفاد أحد الآباء، الذي التقته «الصباح» أمام إحدى المكتبات المتخصصة في بيع الأدوات المدرسية وسط تطوان، أن «الحقيبة المدرسية لأحد أبنائه الذي يدرس بالمستوى الثالث ابتدائي كلفته مبلغ 1250 درهما، فيما تجاوزت متطلبات حقيبة ابن آخر المتحدث ذاته يتابع دراسته بمستوى الإعدادي 1500 درهم، في ظل عدم تمكنه من اقتناء بعض المقررات» التي قال إن «الكتبي برر غيابها بأنها تنتظر طبعات جديدة».. وهكذا فبين أقساط شهرية للتمدرس تتمطط وترتفع لدى مؤسسات خصوصية تأبى أن تستقر أسعارها، وبين مقررات وأدوات مدرسية من دفاتر ومستلزمات مختلفة، مرتفعة الأسعار يشكل الدخول المدرسي «كابوسا» يؤرق حياة الكثير من الآباء وأولياء التلاميذ، مع كل موسم دراسي. يوسف الجوهري (تطوان)

الدخول المدرسي بتطوان… كابوس التكاليف

معاناة آباء بسبب الأقساط الشهرية للتمدرس ومتطلبات الحقيبة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جريدة الصباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مصرع عامل بناء بإمزورن

وقفة احتجاجية لأعوان الحراسة والنظافة بالناظور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات