تحول بعض مديري المراكز الجهوية للاستثمار، التي تراهن عليها حكومة عزيز أخنوش في الدفع بعجلة الاستثمار إلى الأمام وتوفير فرص الشغل، إلى أداة معرقلة، بالحجة والدليل. ويرفض بعض المسؤولين الكبار الذين قادتهم الصدفة، بدون شهادات استحقاق، إلى تحمل مسؤوليات هذه المكاتب، التخلص من "العقليات البالية" التي جعلت ملفات الاستثمار لا تتقدم خطوات إلى الأمام. ويشكل المدير الجهوي للاستثمار بجهة طنجة تطوان، نموذجا حيا على إقبار ملفات مستثمرين، ورميها في القمامة، ووضع "الفيتو" ضدها لأسباب تافهة في الكثير من الأحيان. هذا المدير الذي يزعم، في الكواليس، أنه قريب من شخصية حكومية نافذة، بدلا من أن يحطم رقما قياسيا على أرض الواقع في تنزيل مشاريع استثمارية بدون عراقيل، كلف مقربين منه لترويج فكرة أنه من بين الشخصيات المؤثرة في تطبيق "لينكدين المغرب"، ولكن ماذا بعد؟ هل يفيد ذلك في تدفق الاستثمارات على مدن جهة طنجة تطوان الحسيمة؟ وكم هو عدد ملفات الاستثمارات المؤشر عليها منذ تعيينك بالصدفة في منصب المدير الجهوي للاستثمار في الجهة نفسها؟ وغير بعيد عن طنجة، دشن المدير الجهوي للاستثمار بجهة الرباط سلا، المعين حديثا عمله، وهو يترأس أحد الاجتماعات المختلطة، بالرفع من ثمن وعاءات عقارية مملوكة لأملاك الدولة، مقدما بذلك صورة سيئة عن نموذج المسؤولين الجدد، الذين يريدهم محسن الجازولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات الحكومية، لقيادة المراكز الجهوية للاستثمار. هذا المدير الجديد القادم إلى المركز نفسه، من قطاع لا علاقة له بمناخ المال والأعمال والاستثمار، عليه ألا يسقط، وهو يخطو أولى خطواته في تحمل المسؤولية، في بحر "القوالب"، لأنها قد تجر عليه وابلا من ردود الأفعال الغاضبة، لأن محمد اليعقوبي، والي جهة الرباط سلا القنيطرة، يرفض رفضا قاطعا أي جهة تسعى إلى عرقلة الاستثمار، ولو كانت مقربة من الوزير الجازولي. ويدافع الوالي اليعقويي عن التوجيهات الملكية في موضوع الاستثمارات، التي يريدها جلالته، أن تشكل ثورة في تدبير ملف الاستثمار. ونحن نثير الانتباه إلى ممارسات بعض المديرين، نتساءل هل بمثل هاته العقليات يمكن تنزيل الميثاق الجديد للاستثمار، الذي جرى استعراض خطوطه الرئيسية خلال اجتماع مجلس وزاري سابق، ترأسه جلالة الملك؟ وحتى لا نبقى حبيسي الفرص الضائعة، ونستمر في قتل الاستثمار والمستثمرين، بقرارات إدارية فيها الكثير من الشطط في استعمال السلطة، المطلوب تغيير التوجه الحالي داخل بعض المراكز الجهوية للاستثمار. عبد الله الكوزي للتفاعل مع هذه الزاوية: mayougal@assabah.press.ma