سلط المجلس الإقليمي للسياحة بإفران، الضوء على الخطوط العريضة لإستراتيجية التنمية السياحية بالإقليم. وشكل اللقاء، المنظم على هامش المهرجان الدولي لإفران، مناسبة لإبراز الفرص التي يتيحها اختيار هذه المدينة موقعا "عالميا" في إطار التنظيم المشترك لكأس العالم 2030 بالمغرب. ويأتي هذا الاختيار، ليكرس السمعة التي تحظى بها إفران وجهة مفضلة للرياضيين المتميزين. وستحتضن المدينة عددا من الفعاليات المرتبطة بهذه التظاهرة الكونية، سيما بعض المعسكرات التدريبية لمختلف المنتخبات المشاركة. وستتيح هذه الفرصة الاستثنائية لإفران تعزيز مكانتها على الساحة الدولية في مجال السياحة الرياضية. وأكد عمر جيد، رئيس المجلس الإقليمي للسياحة بإفران، على أهمية الخطة، التي تمت بلورتها لإنشاء إطار تعاقدي وتنسيقي وتشاركي مع مختلف الفاعلين والمتدخلين على المستوى الوطني والجهوي والإقليمي. وأضاف أن "هدفنا يتمثل في إبرام اتفاقيات للتعاون تروم جلب وتخصيص الدعم اللازم لمساعدتنا على القيام بمهامنا وإنجاز برنامج عملنا". كما سلط جيد الضوء على الأوراش الموضوعاتية الخمسة المهيكلة لهذا البرنامج، المتمثلة في ترویج وتسويق المنتوج السياحي بإفران، والرقمنة والعلاقات العامة والمشاركة في المعارض السياحية والحملات الإعلانية، التي تهم السياحة الداخلية، وتنظيم التظاهرات السياحية والفنية والثقافية لتنشيط الوجهة على مدار السنة. كما يراهن المجلس على النهوض بالرأسمال البشري والتكوين المستمر، وتعزيز الشركات والتعاون العلمي والمهني ونقل الكفاءات، وكذا تنظيم لقاءات موضوعاتية دورية لتعزيز دينامية التفكير والابتكار. ويتوفر الإقليم على فضاء غابوي، يمتد على مساحة 116 ألف هكتارا، ضمنها 48 ألفا من الأرز الذي يعتبر تراثا طبيعيا وطنيا. كما أن تنوعه البيولوجي وموارده المائية والبنيات التحتية الجيدة، التي يتوفر عليها تجعل إفران بوابة للمنتزهات الوطنية وفضاء متميزا للاستقبال السياحي. وعززت إفران مكانتها وجهة للسياحة الإيكولوجية والمستدامة، ما جعلها تصنف ثاني أنظف مدينة في العالم، بعد كالغاري بكندا. كما يتميز الإقليم بغنى العرض السياحي بوجود أزيد من 60 موقعا جغرافيا وطبيعيا تقترح أنشطة متنوعة بما في ذلك رياضة التزحلق على الثلج، والتسلق والصيد والقنص ورياضة الكولف، ورصد الطيور. وعلى مستوى البنيات التحتية السياحية، انتقلت المدينة من 22 مؤسسة للإيواء السياحي في 2010 إلى 75 وحدة اليوم، أي ما يمثل 20 في المائة من الطاقة الإيوائية لجهة فاس – مكناس، وتوفر هذه الوحدات طاقة إجمالية تصل إلى 3900 سرير، وتساهم في توفير حوالي 1300 منصب شغل مباشر. وبخصوص عدد السياح المتوافدين، أشاد جيد بالحصيلة المشجعة لسنة 2023، موضحا أننا "سجلنا توافد 115 ألفا و463 سائحا بمؤسسات الإيواء المصنفة، أي بارتفاع بنسبة 69 في المائة مقارنة بـ 2022. وبلغ عدد ليالي المبيت 238 ألفا و714 ليلة مبيت، بارتفاع بنسبة 64 في المائة على أساس سنوي. كما سلط الضوء على الاستثمارات المهمة الجارية أو المرتقبة في القطاع السياحي، مشيرا إلى إنجاز 9 وحدات للإيواء السياحي سنة 2023، تمثل استثمارا يناهز67. 233 مليون درهم، وكذا 26 مشروعا في طور الإنجاز و13 في طور الدراسة. ومن بين المشاريع المهيكلة، أشار المتحدث إلى "برنامج تهيئة وتثمين السياحة البيئية بالمنتزه الوطني لإفران"، الذي خصص له غلاف مالي إجمالي يصل إلى 734 مليون درهم. كما أشار إلى مبادرات أخرى، مثل إحداث متنزه للألعاب والملاهي، والتهيئة المشهدية الطبيعية لوادي إفران، وتثمين وترميم بحيرة ضاية عوا، وتنمية سياحة الفروسية. الصورة: فضاءات طبيعية ومشاريع لتنمية السياحة البيئية (أرشيف)