اصطياد برسائل نصية

تزداد يوما عن يوم، ظاهرة التصيد الاحتيالي الإلكتروني، من قبل شبكات، استغلت ثروة المعلوميات للنصب وتحقيق الربح المادي، حيث تسجل يوميا العشرات من حالات النصب، في مختلف بلاد المعمور. وتسجل في المغرب العديد من حالات النصب، إذ أن مجموعة من المواطنين، يتوصلون برسائل نصية عبر هواتفهم المحمولة، أو عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي كـ"واتساب" و"فايسبوك" وغيرهما، برسائل تفيد فوزهم بمبالغ مالية بشكل عشوائي، أو أن عملية فرز عشوائي لمسابقة خيرية لأميرة من إحدى دول الخليج، وأن المتوصل بالرسالة من بين الفائزين. بعد ذلك يتم استدراجه لمنح هويته الكاملة، من خلال رسائل نصية أو عبر مكالمة هاتفية، حيث يفسرون له قانون المسابقة الوهمية، أو شروط الحصول على الجائزة، ومنها ضرورة تقديم جميع البيانات الخاصة به، من اسمه الكامل وعنوانه، قبل أن تتم مطالبته بأداء رسوم، مقابل التوصل بالجائزة. واحدة من هذه القضايا سبق أن عالجتها المصالح الأمنية في وقت سابق بمراكش، بعدما توصل أحد المواطنين برسالة نصية، تفيد أنه فاز بعمرة إلى الديار المقدسة، في مسابقة عشوائية تنظمها إحدى الشركات الكبرى، وان عملية الفرز العشوائية ضمت اسمه من ضمن الفائزين. ساور الضحية الشك، لكن قرر الاتصال بصاحب الرقم، وبعد أن قدم اسمه ورقم هاتفه، طلب منه الانتظار، قبل أن يتم تحويله على امرأة أخرى، بدت أكثر هدوءا، وبعدما هنأته وخاضت معه في الحديث عن حياته المهنية، أخبرته أن الأمر يتطلب تقديم بعض المعطيات الشخصية، كاسمه الكامل ورقم بطاقته الوطنية وعنوانه الكامل، وفي اليوم الموالي توصل بوثيقة تتضمن تأشيرة العمرة، تتضمن جميع بياناته، وطالبته المتصلة بضرورة إعداد جواز سفر لا تقل مدته عن ستة أشهر، ومنحته مدة عشرة أيام. كانت المتصلة لا تكف عن استيائها من ظواهر النصب الإلكتروني، وأن ذلك شوه صورة هذه الجوائز الخيرية، وأن الكثيرين صاروا متوجسين من كل متصل، ما جعل الضحية يبوح أنه هو الآخر ساوره الشك، في بادئ الأمر. اعتقد الضحية، أن هؤلاء الناس ربما جادين، وانطلت عليه الحيلة، وتبددت شكوكه، وسارع لإنجاز جواز السفر، قبل أن يتم الاتصال به بعد المدة المحددة، وهنا ستتم مطالبته بأداء مجموعة من الرسوم، بلغت في مجملها 3500 درهم. تردد في أول الأمر، لكن المتصلة لم تكن تلح عليه لأداء المبلغ، حيث انتظر عدة أيام دون أن يعاودوا الاتصال به، حتى أيقن أن الأمر جدي، وقام بإيداع المبلغ، لكن هنا ستكون المفاجأة بعد أن انقطع خط الاتصال، ولم يعد الهاتف الذي يتصل به يرد على مكالماته. هذه واحدة من طرق وأساليب شبكات تنصب على المواطنين، ومنها شبكات أخرى، تفيد المتصل بهم بوصول طرود من دولة أجنبية في اسمهم، وأنه لا يمكن إرسال تلك الطرود دون ملء استمارة تتضمن كافة المعطيات، وبمجرد أن تتوصل بتلك الاستمارة الوهمية، وتفتحها لملأ البيانات المضمنة بها، حتى تتم قرصنة كافة المعطيات المضمنة في الهاتف، وبالتالي يمكنهم استغلال تلك المعطيات الشخصية، أو الاستيلاء على البيانات البنكية، وغيرها من المعطيات الشخصية المهمة. محمد العوال (آسفي)

اصطياد برسائل نصية

شبكات تغري الضحايا بأرباح وهمية لسلبهم أموالهم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخبار الصباح

عمليات أمنية مكثفة بمراكش تطيح بـ 2956 شخصا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات