تمكن إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، من إحداث اختراق في صفوف التجمع الوطني للأحرار، لضمان الفوز بمقعد في الانتخابات الجزئية، المزمع إجراؤها في 12 شتنبر المقبل، بـ"دائرة الموت"، بحي المحيط بالعاصمة الرباط. وأكدت مصادر "الصباح"، أن الكاتب الأول لحزب "الوردة" استطاع استقطاب نجل سعيد التونارتي "الجوكير" الانتخابي، بعد اشتداد حرب التزكيات في صفوف حزب رئيس الحكومة. واستفاد كبير الاشتراكيين، حسب المصادر نفسها، من حرب التزكيات التي اشتعلت في صفوف التجمع، بين سعيد التونارتي، محترف الانتخابات، بسبب قدرته الفائقة على حصد الأصوات، والمحامي سعد بنمبارك، زوج العمدة السابقة للعاصمة، التي تمت الإطاحة بها، بعد انقلاب قاده من حزبها لمدة سنتين من الحروب. وبعد رفض قيادة الأحرار منح التزكية لسعيد التونارتي، مفضلين بنمبارك، انتهز لشكر الفرصة، واستقطب نجل سعيد التونارتي، لتحقيق فوز سهل في دائرة الموت، التي فر منها كبار قادة الأحزاب، بينهم سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة السابق، الذي لم يحالفه الحظ للفوز بها في 2021، إذ لم يناد عليه عبد الإله بنكيران للترشح مجددا في الانتخابات الجزئية، وزكى بدلا عنه، عبد الصمد أبو زاهير، الكاتب الإقليمي للحزب بالرباط، فيما لم يترشح أيضا محمد نبيل بنعبد الله، أمين عام التقدم والاشتراكية، الذي خسر في انتخابات 8 شتنبر 2021. وقالت المصادر إن سعيد التونارتي، المنتمي إلى التجمع الوطني للأحرار، رفض مقترح بعض قادة حزبه أن يحل وصيف لائحة بنمبارك، لأنه لا يريد أن يلعب دور "أرنب سباق"، يحصد الأصوات لوكيل اللائحة، ففضل الابتعاد عن الترشيح، ومن ثم فتحت قيادة الاتحاد الاشتراكي مفاوضات معه، واستقر الرأي أن يترشح نجله ياسين، بمبرر أنه مقرب من الشبيبة الاتحادية، ونشيط بفرعها بحي يعقوب المنصور، وله علاقات وطيدة مع الاتحاديين. وأكد البرلماني حسن لشكر، عضو المجلس الجماعي للرباط، ونجل الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي في تصريح لـ"الصباح"، صحة ترشيح ياسين التونارتي، برمز "الوردة" الذي سيتم استقباله بالمقر المركزي للحزب يوم الجمعة 30 غشت لمنحه التزكية، ودعم حملته الانتخابية لاسترجاع دائرة المحيط، التي كانت معقل الاتحاد التاريخي، منذ سبعينات القرن الماضي. وسجل في سابقة أن التجمع الوطني للأحرار في العاصمة، يوجد على صفيح ساخن، بسبب الحروب الصغيرة القائمة بين قادة الحزب، والتي أدت إلى فشل ولاية العمدة السابقة أسماء أغلالو، وجمود ولاية العمدة الحالية، إذ أخفق رئيس وقادة حزب "الحمامة" في حل لغز الحروب القائمة وسط الحزب، إلى درجة أن البعض روج وجود 7 مرشحين متنافسين، كل واحد له مظلة قيادي يترافع بها، وقيل إن مراد الطالب، منسق الحزب، في وقت سابق، يرغب في الترشح بدوره بدائرة المحيط، وأمين صادق، نائب عمدة الرباط، وآخرين، والكل "يلغي بلغاه"، وفق وصف قيادي تجمعي. وزكت فدرالية اليسار الديمقراطي بالرباط فاروق مهداوي، لخوض الانتخابات الجزئية بدائرة الرباط المحيط. وستجرى الانتخابات الجزئية في دائرة المحيط، بعدما جردت المحكمة الدستورية، التجمعي، عبد الرحيم واسلم، من عضويته بمجلس النواب، إثر إدانته من قبل المحكمة، بسبب أداء شيك بدون رصيد. أ. أ