تحدى التضاريس وصعد قمتي بويبلان وأولمسكر ويطمح لبلوغ قمم توبقال وإفريست اختار الجمعوي رشيد بنحمو، تسلق أعالي الجبال طريقا للتميز ورسم لنفسه لوحة ناصعة بين المولعين بالصعود إلى القمم الشامخة، أملا في شموخ وشيك ينتظره. رحلات فردية وجماعية، حبلى بالمغامرات والإثارة والتشويق وحب اكتشاف الجديد، خطها بريشة الإصرار والتحدي للتضاريس الوعرة والظروف الذاتية والموضوعية. تجربته لم تكن وليدة لحظة، بل نتاج حبه للرياضة والمشي والطويل منه وممارسة مختلف الأنشطة الرياضية والصعود إلى القمم. وحفزته البيئة الجبلية حيث يعيش بإقليم بولمان، على مواصلة المشوار موازاة مع عمله وانخراطه المنتج في العمل الجمعوي طيلة سنوات راكم خلالها تجربة يشهد له بها من قبل معاشريه. صعد رشيد قمم أعلى جبال بولمان وناحيتها، سيما بويبلان بعلو 3080 مترا وأولمسكر ب1828 مترا، في عمليات تحد للطبيعة والصعوبات، تكررت لمناسبات متعددة بمشاركة مجموعة من أصدقائه المولعين، سيما في خرجات استكشافية لما تزخر به المنطقة من مؤهلات سياحية تستحق تفقد الزوار والاهتمام الرسمي الجاد. ويعتبر هذا الوكيل الميداني لمنح القروض الصغرى، ابن دوار الصاب بجماعة بركين المنتمي لعائلة تمتهن تربية الأغنام والزراعة المعاشية، من منظمي عدة خرجات ورحلات، سيما إلى المضايق المائية والقصبات والآثار الجيولوجية والأركيولوجية بمختلف مناطق بولمان، خاصة في إيموزار مرموشة وألميس وضاحيتهما المترامية. ولعه بتسلق وصعود القمم، لم يأتي من فراغ، بل كان نتيجة مراكمة تجربة في هذا المجال وهو المولع بالسفر والرحلات الجبلية وصعود القمم الجبلية مهما كان علوها وصعوبة ذلك، والعضو المؤسس في جمعية نادي السياحة الجبلية بإيموزار مرموشة ورئيس هيأة المساواة وتكافؤ الفرص ومقاربة النوع بالجماعة الترابية. يقول أبو وئام وحبيب الله، "أتطلع للسير قدما في مجال السياحة الجبلية والبيئية والرياضية لاكتشاف خبايا المغرب الجميل وزيارة مدن وجبال الشمال والجنوب والصحراء والغرب والشرق"، لأن "هناك ما يستحق أن يرى ويكتشف"، مضيفا "أطمح بصعود قمم جبال توبقال والعياشي وقمم عالمية كإفريست وغيره". يتمنى رشيد بنحمو ذلك وأن تتاح له الفرصة لدخول هذا التحدي، وقد وضع رجليه في طريق اختاره للتميز انطلق من بولمان ويتواصل برحلات الكثير منها بتنسيق مع جمعيات سياحية ومنظمي الرحلات إلى المنطقة في كل الفصول وحيث للطبيعة في كل فصل، طعم خاص محفز على الزيارة والتفقد والاستكشاف. ويفتخر رشيد الذي استقر صغيرا مع أسرته، منتصف ثمانينات القرن الماضي، بقرية أيت ولاغ بإيموزار مرموشة حيث تتلمذ وتفوق إلى أن دخل كلية الحقوق بجامعة فاس، بأنه من الذين زاروا الجسور المعلقة بجماعة المرس، وتقفوا آثار الديناصورات بالمنطقة ووثقوا لخرجاتهم الاستكشافية لها بمواقع مختلفة. في أيت مخشون والمرس المركز وتاسرا وتغزوت وأيت بازة، تقفى أثر الديناصورات قبل الوقوف على مقبرتها في تغروت، في رحلات قاده بعضها لمضايق ثلاث والمحصر وبتالزمت وتيطاوين وجبل بوناصر، دون أن يغفل زيارة حامات السخونات ومنابع شلال إيموزار مرموشة وغابات الأرز ووادي مسكدال وغيرها مما يسر العين. قمم مختلفة تشهد على مروره، سيما تلك ضمن سلسلة جبل تيشوكت، خاصة قمتي للا أم البنت والهري، إضافة إلى قمة موسى وصالح، حيث الواد البارد وشلالات أيت إسماعيل، كما شلالات سكورة ومنابع تادوت وواد الجوا الساحر وتفردوست وتغروت وممر تيزي بوزعبل، وغيرها من المناطق السياحية الجميلة التي تستحق الزيارة. نشاط رشيد ومغامراته في صعود قمم الجبال الشامخة، يوازيها تفوقه في عمله وكيلا ميدانيا لمنح القروض الصغرى بإحدى المؤسسات المختصة بالمنطقة ولجها منذ عقدين بعد اجتياز مباراة وخضوعه لتدريب، بعدما وفد عليها من الجامعة بعد سنوات ارتمى فيها في حضن العنفوان النضالي ويوميات ساحة قلعة ظهر المهراز. حميد الأبيض (فاس)