تبادل ملفات وفضائح تفوح منها روائح شبهات فساد بين أطراف في الاستقلال والتجمع و»البام» انتهى شهر العسل، أو كاد بجماعة البيضاء، بين مكونات التحالف الحزبي الثلاثي (ومعه الاتحاد الدستوري والحركة الشعبية) الذي يقود المدينة ومقاطعاتها منذ انتخابات شتنبر 2021. ولم تعد الخلافات بين أطراف في الأحزاب الثلاثة حبيسة غرف الاجتماعات واللجان، والدورات العادية والاستثنائية والرسائل الداخلية، بل غادرت إلى الرأي العام الذي يقرأ ويسمع منذ أيام، ما يروج في عدد من المقاطعات، تقرب هذا التكتل السياسي من الانفجار. فبعد سيدي بليوط والحي الحسني وسيدي البرنوصي وعين السبع والحي المحمدي، جاء الدور على مقاطعة المعاريف، التي تلتهب، منذ أيام، على موقد الخبايا والأسرار والفضائح التي تغادر تباعا الملفات، وهذه المرة على لسان أطراف في التحالف، وليس المعارضة (المشكلة أساسا من العدالة والتنمية). فبعد سلسلة من الخرجات المتفرقة في قضايا وملفات محددة، استعمل مصطفى حيكر، رئيس لجنة التعمير والبيئة بمقاطعة المعاريف عن حزب الاستقلال، المدفعية الثقيلة، موجها للرئيس، المنتمي إلى التجمع الوطني للأحرار، 21 سؤالا، طلب منه توفير إجابات آنية لها، وكلها تتعلق بشبهات عن استغلال نفوذ وتلاعبات في صفقات عمومية وسندات طلب وسوء حكامة للموارد البشرية والإدارية. واتهم حيكر رئيس المقاطعة بتعطيل قنوات التواصل مع المواطنين، وشل مصلحة الشكايات ومنع الشرطة الإدارية من التفاعل معها، ثم شل مصلحة الافتحاص الداخلي، رغم تعيين مسؤول بها عن طريق التباري، يتوفر على تعويض وسيارة وهاتف وامتيازات. وطلب رئيس لجنة التعنير والبيئة الإجابة عن سر الاحتفاظ برئيس مصلحة الاقتصاد الذي عمر في المنصب منذ تسعينات القرن الماضي ويشتغل الآن "عن بعد"، وتعطيل العمل بالمنصة الرقمية بالمصلحة نفسها، مع إثقال المرتفقين من تجار وحرفيين وخدماتيين بوثائق إضافية غير منصوص عليها. وقال حيكر إن الرئيس عين ضابطين للحالة المدنية وتصحيح الإمضاء دون مؤهلات، واحد يمتنع عن تسجيل الولادات الجدد بسبب ادعائه عدم توفر مصالح المقاطعة على كناش الحالة المدنية (مقطوع حسب زعمه)، والثاني، صاحب مقهى بجوار الملحقة، حيث يستغل، ويستعملها مقر عمل دائم. وتساءل حيكر عن الأسباب الحقيقية لطرد طبيبة الجماعة بمقتضى قرار للرئيس وبدون تعليل، مخالفا قواعد العمل الإداري تحت طائلة بطلان مثل هذه القرارات، وابتزاز فئات من تجار درب غلف، والتسامح مع تغيب منتخبين واستفادة آخرين من امتيازات، وعدم تجديد رخص الحراسة لأصحابها، من المعوزين والطلبة العاطلين الحاصلين على شهادات والأرامل والأيتام. وتحدث حيكر عن صفقة التجهيزات المكتبية، التي تم استلامها أخيرا، "حيث أن كل الكراسي والمكاتب موضوع الصفقة نعتبرها أقل جودة مما يعرض حتى بالجوطية، أو سوق المتلاشيات"، ثم صفقة تسلم "النافورات" وعدم إلزام المقاول بالصيانة، حتى تحولت إلى مراحيض في الهواء الطلق. وطرح حيكر السؤال عن سر وجود ناد لكرة السلة في قبو "كراج" يضم مستودعا ومحطة للمحروقات، والزيوت وقطع الغيار ونقل الموتى وآليات الحفر وشاحنات وحافلات وورشات للميكانيك والصباغة والحدادة ومحجزا مؤقتا لبعض المحجوزات، كما تساءل عن "تحكم" موظف متقاعد في مصلحة المخزن العام. ي. س