قلص هوامش الحرب والعشرات سحبوا ترشيحاتهم من اللجنة التنفيذية أنهك نزار بركة، أمين عام الاستقلال، تيار ولد الرشيد، بعدما أخفى نتائج مشاوراته الموسعة مع قيادات حزبه السابقين، والمنظمات الحزبية النسائية، والشبيبية، والروابط المهنية من محامين، ومهندسين، وأطباء وأساتذة وبرلمانيين، ومنتخبين محليين، ونشطاء حقوقيين، ونقابيين، تؤكد مصادر "الصباح". وأكدت المصادر نفسها أن بركة هزم تيار ولد الرشيد، من خلال تقليص هوامش الحرب عليه وعلى مساعديه، والتأخر في الإعلان عن لائحة أعضاء اللجنة التنفيذية بعد مرور شهرين على انتهاء أشغال المؤتمر الثامن عشر. وسحب العشرات من الأعضاء، أخيرا، ترشيحاتهم لنيل عضوية اللجنة التنفيذية، بينهم المحسوبين على تيار ولد الرشيد بسبب تراجع حدة الخلافات السياسية، والابتعاد عن الصراع المفتعل ضد بركة، وقيل إنه بين 20 عضوا و40 ممن أكدوا عدم رغبتهم التنافس مع زملائهم في الحزب، البالغ عددهم 107، بينهم من اعتبر نفسه أنه لا يستحق العضوية في القيادة الحزبية، وأن الصراع بين التيارات هو من دفعه للترشح في إطار "المزايدة السياسية" لا غير. وقالت المصادر إن بركة لعب كثيرا على تمديد وقت الإعلان عن لائحته المشكلة من 34 عضوا من أصل 107 الذين طلب منهم الترشح لتقليص هوامش الفوز لدى بعض القادة، خاصة 24 السابقين الذين تمسكوا بالعودة لتجديد الثقة فيهم، وهو أمر مستحيل التحقق، فيما رفض 4 منهم ذلك، بينهم الوزيران السابقان، كريم غلاب، وياسمينة بادو، وكذا شيبة ماء العينين، رئيس المجلس الوطني، فيما توفي فوزي بنعلال. ووصف البعض بركة، بأنه يشتغل مثل الغواصة، يضرب بقوة دون إحداث ضجيج حوله، عبر تقليص حدة الخلافات، وإضعاف قدرات خصومه المفترضين، وإبعاد التشنج وحرب المواقع، لضمان تمثيلية قيادة تشتغل معه فريقا موحدا متجانسا. ورغم أن بركة يحظى بإجماع كل قادة حزب "الميزان" ومن مختلف التيارات المتناحرة، فإن زعماءها، حسب المصادر نفسها، لم يسهموا في تذليل الصعاب له، إذ شجعوا أتباعهم على التنافس لنيل العضوية في اللجنة التنفيذية بترشيح 107 لأجل التنغيص على بعضهم البعض، وهو ما دفع بركة إلى إرجاء الإعلان عن لائحة 34 إلى غاية إنهاء قوى من يريد خوض معارك وهمية لحساب آخرين نافذين. أحمد الأرقام