يعتبر الشعور بالخوف من المواجهة في مواقف معينة حالة مزعجة من التردد، يعانيها كثير من الأشخاص الذين يخشون بسببها خسارة علاقاتهم، حسب ما قال مهدي علوي أمراني، مختص في العلاج السلوكي المعرفي والعلاج الأسري النسقي ل"الصباح". ويرتبط الشعور بالخوف من المواجهة بعدة عوامل تقف وراء ذلك، منها أن الأمر الذي تكون رغبة في تسليط الضوء عليه قد يكون عابرا، وبالتالي يتم التغاضي عنه. أما في الحالات التي يكون فيها الخوف من المواجهة بسبب أمر جوهري، فينتاب الشخص إحساس أنه سيعمل على تأجيج الوضع إن فتح نقاشا حوله مع الشخص المعني بالأمر. واعتبر علوي أمراني أنه إذا تعلق الأمر بأمر مزعج ومتكرر، فلابد من المواجهة، لكن بعد اختيار الوقت المناسب والعبارات المناسبة، موضحا "ليس من المعقول أن يظل شخص في وضعية انزعاج كبير فذلك سيكون له تأثير نفسي سلبي تزداد حدته كلما طالت المدة". ويعتبر التفكير في شخصية الطرف المعني بالمواجهة أمرا مهما لمعرفة كيفية الحديث معه بشأن الموضوع المزعج، دون اللجوء إلى استعمال عبارات تؤدي إلى شعوره بالنقص أو الدونية أو تجعل الطرف الثاني يبدو كأنه انتصر عليه. وأكد علوي أمراني أن الخوف من وضع حد للعلاقة بعد المواجهة ورد فعل الطرف الآخر يكون سببا في الخوف من القيام بأي خطوة رغم الشعور بانزعاج كبير ومستمر في بعض الحالات. ودعا علوي أمراني إلى التحلي بالشجاعة والحكمة عند الحديث عن أمور مزعجة ومواجهة أطراف أخرى بذلك، لأن الهدف منها هو الحفاظ على العلاقة والارتقاء بها نحو الأفضل وليس السعي إلى إحداث قطيعة. أ. ك