تخصيص مناصب مالية في مؤسسات الدولة وإدراجها في المدرسة غيرا نظرتهم لها بعد سنوات من الشكوك والتساؤلات حول الأمازيغية، من قبل أسر التلاميذ والفئات الشابة المقبلة على المرحلة الجامعية، من جدوى تعلم الأمازيغية، أصبحت في الفترة الأخيرة عامل جذب للشباب، خاصة الناطقين باللهجات المحلية لتعلمها بشكل أكاديمي. وبعدما كان تعلمها مقتصرا على بعض النخب، أصبح تعلم الأمازيغية في الفترة الأخيرة متاحا في الجامعات، إذ فتحت مسالكها في عدد منها، كما ظهرت مجموعة من أسلاك الماستر في مختلف الجامعات، سواء بفاس أو الناظور أو مكناس أو غيرها من الجامعات. ومن الأسباب التي شجعت في السنوات الأخيرة الشباب على تعلم الأمازيغية بشكل علمي، وعدم الاقتصار على لغة التخاطب اليومي في المناطق التي ترعرعوا فيها، تخصيص مناصب مالية لتدريس هذه اللغة للتلاميذ في المدارس، والرفع السنوي من عدد المناصب لهذه الغاية. ولم يعد الأمر يقتصر فقط على قطاع التعليم، بل انتقل الأمر إلى مختلف الإدارات ومؤسسات الدولة، التي أصبحت ملزمة باستعمال الأمازيغية في مختلف أنشطتها الإدارية، وعلى رأسها البرلمان، الذي أعلن في الفترة الأخيرة عن توظيف مترجمين إلى الأمازيغية. واستقطبت مسالك الأمازيغية في الجامعات المغربية في السنوات الأولى الشغوفين بهذه اللغة، التي انتظرها المغاربة لعقود داخل الجامعات، إذ أن ضبطها بشكل علمي يختلف كثيرا عن مجرد الحديث بها، إذ هناك فرق بين اللغة العالمة واللهجات التي يتداولها المغاربة في مختلف جهات المملكة. وأوضحت دراسات رسمية حديثة، أنه ليس فقط الشباب الجامعي من يهتم بهذه اللغة، بل إن التلاميذ أيضا، يفضلون حصصها الدراسية مقارنة باللغات الأخرى، حسب ما لاحظه الأساتذة، كما أنهم يتعلمون حرف "تيفيناغ" في وقت أسرع مقارنة بالحرف العربي أو اللاتيني. وما يمنح الأمازيغية هذا الاهتمام هو سهولة كتابتها، إذ ليس فيها شكل كما هو في العربية، كما أن ما ينطق يكتب، عكس اللغات الأجنبية، التي يوجد هناك فرق كبير بين ما ينطق وما يكتب، إضافة إلى أن الحرف لا يتغير في بداية الكلمة أو وسطها أو في نهايتها، كما هو في العربية والفرنسية، التي يكتب فيها الحرف بثلاث صيغ حسب موقعه في الكلمة، وهي تعقيدات لا توجد في كتابة الأمازيغية. عصام الناصيري