في غمرة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته الجديدة، عقدت مجلة "لافي إيكو" مؤتمرها الثالث لهذه السنة، في موضوع "الذكاء الاصطناعي، جيل "زد" والمهن الجديدة"، بمقر الاتحاد العام لمقاولات المغرب، أخيرا، والذي شهد حضورا كبيرا ومتنوعا. وعرف اللقاء نقاشا مستفيضا حول الفرص والتحديات التي يتيحها الذكاء الاصطناعي، والمهن الجديدة وعلاقتها بجيل "زد" الذي يقصد به مواليد النصف الثاني من التسعينات، والذين دخلوا سوق الشغل حديثا، أو ما يزال بعضهم يتابع دراسته ومقبل على العمل في السنوات القليلة المقبلة، كما عرف اللقاء توقيع اتفاقية شراكة بين جامعة الأخوين وبنك "CIH"، من أجل إحداث مختبر لإنتاج حلول مبتكرة للفرص والتحديات لفائدة البنك، ناهيك عن تمكين طلبة الجامعة من تكوينات وتداريب داخل المؤسسة. وقال أمين بنسعيد رئيس جامعة الأخوين، إن مجموعة من الطلبة قبل أن يدرسوا الذكاء الاصطناعي، باعتباره إحدى مواد التكوين داخل الجامعة، استعملوه في مشاريع دراسية، إذ قفزوا على الموجة بشكل مباشر ولم ينتظروا، وتعلموا تقنياته بشكل عرضي. وأضاف أن هذه التطبيقات الجديدة لم تبهر الطلبة، بل بدؤوا العمل ونحن من انبهر بهذا الأمر، مضيفا أن "السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، هو مسؤوليتنا في التفكير في التحديات والفرص، في وقت أصبحت التكنولوجيا في متناول الجميع، وفي بلد يسعى للتنمية، هل يمكن من خلال هذه التقنيات دمقرطة الابتكار، من أجل تنمية متسارعة". ومن جهته قال مهدي التازي، نائب الرئيس العام للاتحاد العام لمقاولات المغرب، إن الحديث عن المهن التي يمكن أن تتأثر أو تختفي بسبب الذكاء الاصطناعي سابق لأوانه، مبرزا أن ثورة المكننة أدت إلى تعويض الإنسان بالآلات، لكن الثورة الحالية ستعوض المهارات المعرفية للإنسان، إذ أن المهن اليدوية لن تتأثر بشكل كبير، مقارنة مع مهن القيمة المضافة. وتابع التازي أن هذه الثورة يمكن أن تشكل خطرا على البشرية، مبرزا أن "هذا ليس كلامي، إنما كلام المتخصصين والخبراء، الذين وقعوا في الفترة الأخيرة عريضة يطالبون فيها بالتريث قليلا، لمدة 6 أشهر على الأقل، من أجل التفكير ووضع قواعد". ومن جانبها، قالت بدرة حمداوة، نائبة الرئيس التنفيدي لشركة "كاب جيميني"، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي هي عامل مسهل ومسرع للعمل، مبرزة أن التساؤلات المطروحة على مستوى الأخلاقيات، ذات أهمية، مشيرة إلى جيل "زد" "الذي اشتغل معه بشكل يومي، يستعمل الذكاء الاصطناعي من أجل الموازنة بين الحياة الشخصية والمهنية، وأن هذا الجيل يبحث في حياته المهنية عن المعنى، وأن بعضهم يرفض الاشتغال في قطاع معين لأسباب أخلاقية". وبالنسبة إلى لطفي السقاط، المدير العام لبنك "CIH"، فقال إنه في السنوات الأخيرة اشتغلنا بشكل كبير على الرقمنة، وكيف يمكن جعل زبنائنا أقرب إلينا، مبرزا أن الكثير من الشركات تتساءل كيف يمكن استخدام هذه التطبيقات الجديدة، وما يمكن أن تأتي به إلى القطاع. عصام الناصيري