النقل المدرسي يتسبب في "فضيحة" و10 تلاميذ مهددون بالسقوط وجدت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين سوس ماسة نفسها في قلب فضيحة ، بطلتها جمعية للنقل المدرسي، حرم سائق إحدى حافلاتها 10 تلاميذ من اجتياز الامتحان الجهوي للسنة الأولى باكلوريا. وعلمت "الصباح"، من مصدر مطلع، أن الأمر يتعلق بعشرة تلاميذ، أغلبهم فتيات، ألفوا طيلة السنة الدراسية التنقل إلى المدرسة بحافلات النقل المدرسي، وكان مقررا أن ينقلهم السائق صباح الامتحان، حسب ما جرت به العادة، غير أنهم ظلوا ينتظرون قدومه دون جدوى. وأكد المصدر ذاته أن الواقعة جرت في منطقة أولاد جرار التابعة للمديرية الإقليمية للتربية والتكوين بتزنيت، وأن التلاميذ ينتمون لأحد دواوير أولاد جرار، وأنه كان مقررا أن ينقلهم نحو المركز، الذي يوجد به مركز الامتحان، غير أن السائق لم يحضر لأسباب مجهولة، إذ نقل تلاميذ باقي الدواوير، واستثنى التلاميذ الضحايا. وأكدت أسر التلاميذ أنهم خرجوا إلى المكان الذي يقلهم منه كل يوم، وبعد طول انتظار، هرعوا نحو المركز، غير أنهم لم يصلوا في الموعد، ومنعوا من الدخول. وبعد تدخل الأسر وعرض الإشكال على المسؤولين، وحلول مدير الأكاديمية بالمكان للوقوف على حقيقة ما وقع، وقف الجميع حائرا أمام هذه الواقعة الغريبة، إذ لم يتمكن المسؤولون من تحميل التلاميذ مسؤولية الغياب، وفي الوقت نفسه لم يجدوا مخرجا لهذه الواقعة. وفي هذا الصدد، يقول مصطفى النحيلي، الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية للتعليم بتيزنيت، إن الأكاديمية وعدت الأسر في البداية بأن يحافظ التلاميذ على نقاطهم في المواد التي اجتازوها، ويجتازوا الاستدراكية في المادة التي تخلفوا عنها. وأضاف النحيلي أن المركز الوطني للامتحانات رفض "تخريجة" الأكاديمية، على اعتبار أنها غير قانونية، لأن القانون يمنع مواصلة الامتحان في حالة الغياب، مشيرا إلى أنه بعد أيام من التفاوض تم التوصل إلى صيغة مفادها، أن يقدم التلاميذ شهادات طبية، ويعيدوا في المرحلة الاستدراكية جميع مواد الامتحان. وتظل هذه الصيغة المتفق عليها غير قانونية، لأن الغياب لم يكن لسبب قاهر، مثل المرض أو حادثة أو غيرها، كما أن القانون يفرض على المتغيب أن يقدم الشهادة الطبية، قبل الانتهاء من اجتياز آخر مادة، أي في اليوم الموالي، لأن مدة اجتياز الامتحان الجهوي لا تتعدى يومين، وهو ما لم يقم به التلاميذ، كما أن الشهادة الطبية ستكون نوعا من الاحتيال على القانون، لأن التلاميذ لم يكونوا مرضى، لكن تبقى هذه الطريقة الأنسب والأقل ضرر لرفع الظلم والحرج. عصام الناصيري