يقود علي كبيري، الوالي السابق بجهة كلميم السمارة وعامل إقليم أزيلال لسنوات، مساعي مصالحة عسيرة داخل الحركة الشعبية التي تقف على شفا انشقاق جديد، بسبب تداعيات المؤتمر الوطني الثاني عشر التي قسمت الحزب إلى تيارين، واحد مساند للأمين العام وبعض مقربيه في المكتب السياسي، والثاني يتزعمه عبد القادر تاتو، المنسق الجهوي السابق للرباط ورئيس مجلس العمالة، ويضم برلمانيين ورؤساء جماعات وأعيان ومنتخبين كبارا عبروا عن غضبهم من قرارات العنصر التي يصفونها بـ"الإقصائية والانفرادية".وفرضت ظروف الصراعات السياسية والتنظيمية التي تمر منها الحركة الشعبية، وأذكتها فضيحة "الكراطة" و"الجفاف" لمحمد أوزين، وزير الرياضة والشباب وعضو المكتب السياسي، على علي كبيري ومحمد مبديع، وزير الوظيفة العمومية، التحول إلى رجلي توافق يقومان، منذ أيام، بعدد من المساعي لرأب الصدع وإيجاد نقاط التقاء بين التيارين وإقناع الطرفين لتقديم مزيد من التنازلات تفاديا للأسوأ: أي إعلان المجموعة الغاضبة من العنصر عن استقالتها الجماعية والتضحية بمناصبها البرلمانية والتمثيلية والتوجه إلى أحزاب أخرى، أو السعي لتأسيس تجربة حزبية بديلة.وتطالب الحركة التصحيحية، التي تضم إلى جانب البرلماني عبد القادر تاتو، نبيل بلخياط، رئيس الفريق بمجلس النواب، والبرلماني عبد الحق شفيق عن الدار البيضاء "برحيل العنصر من على رأس الأمانة العامة للحركة الشعبية، رفقة حليمة العسالي"، مؤكدة أن الأخيرة "تقود الأمين العام، ومن خلاله الوزراء الحركيين نحو الهاوية والضعف على مستوى المشهد السياسي المغربي، ليصل الحزب إلى الحالة التي نعيشها اليوم".من جهتها، قللت مصادر محسوبة على الأمين العام من أهمية هذه الحركة التي تقودها، حسبها، عناصر لم تقبل بالفرز الديمقراطي الذي انتهى إليه المؤتمر الأخير، كما تضغط للحصول على مكاسب في المرحلة المقبلة، سواء على مستوى المكتب السياسي الذي ينتظر استكماله بالتحاق أربعة أعضاء جدد، أو الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.وفي هذا الصدد، طالب البرلمانيون الذين حضروا اللقاء الأخير مع العنصر بضرورة الحزم في التعاطي مع كل ما من شأنه المس بوحدة الحزب"، مشددين على ضرورة التعامل بصرامة مع النواب الذين يقودون الحركة التصحيحية، ومؤكدين تشبثهم بالأمين العام للحزب، ومؤسسات الحزب والهياكل المنتخبة"، مبرزين "أن كل الإشكاليات المطروحة داخل الحزب ومنظماته الموازية تعالج داخل مؤسسات الحزب وهياكله، وليس خارجها وفق أنظمته وقوانينه".هذا التباعد في المواقف، قد يضع كبيري ومبديع في موقف حرج مع الطرفين المتشبثين بمواقفهم التي يعتبرانها مبدئية، ولا تقبل التنازل تحت أي ظرف، علما أن برلمانيين محسوبين على تيار تاتو يرفعون السقف عاليا، حين يطالبون الأمين العام بإصدار قرارات بإقالتهم وإعطائهم أوراقهم للبحث عن آفاق أخرى في أحزاب تحترم تضحيات مناضليها ولا تلطخ سمعتهم بفضائح مثل "الكراطة" و"الشكلاطة".ومن المقرر أن يكون أعضاء الحركة التصحيحية اجتمعوا أمس (الاثنين) للتقرير في الخطوات اللاحقة.يوسف الساكت