توقعات بأن يكون الموسم الأسوأ منذ 45 عاما ودراسة مستعجلة لتأمين مخزون إستراتيجي بدأ إطلاق صافرات الإنذار بسبب أزمة حبوب تقترب يوما بعد يوم من المغرب، إذ أن حسابات الموسم الفلاحي الجاري، تتوقع تراجع الإنتاج الوطني من الحبوب بنسبة 50 في المائة، مقارنة مع العام الماضي، ليكون هذا الموسم الأسوأ منذ 45 عاما. وحسب يومية "ليكونوميست"، فإنه تم إطلاق دراسة مستعجلة، من أجل الوصول إلى أجوبة عن سؤال يتعلق بكيفية تأمين مخزون إستراتيجي، يحمي المغرب من أزمة الحبوب المرتقبة، خاصة أن العالم يعيش ظروفا استثنائية، والرؤية لا تزال غير واضحة. وأفادت اليومية المغربية في تقرير لها بعنوان "الحبوب...كيف نؤمن مخزونا إستراتيجيا"، أن الأمر مستعجل، في ما يتعلق بتوفير مخزون إستراتيجي من الحبوب، الذي أصبح يفرض نفسه بحدة، في ظل إنتاج وطني ضعيف جدا، وجفاف حاد وتبعية قوية للاستيراد، ناهيك عن توتر جيوسياسي دولي وتقلب الأسعار الدولية، أدت إلى رؤية ضبابية. وتنكب الفدرالية الوطنية لتجار الحبوب والخضروات، التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، في الوقت الراهن، على إنجاز دراسة تهدف إلى توفير مخزون إستراتيجي، إذ قال عمر يعقوب، رئيس الفدرالية، "إننا بحاجة إلى آلية إضافية للتخزين، بهدف الحماية من المخاطر". وقال مولاي عبد القادر العلوي، رئيس الفدرالية الوطنية للمطاحن، لليومية ذاتها، "إن مخزونا إستراتيجيا يعني التوفر على احتياطي يكفي على الأقل لاستهلاك 6 أشهر"، في الوقت الذي لا يتجاوز فيه هذا الاحتياطي حاليا 3 أشهر فقط. وأضاف العلوي أن الدراسة التي تجري حاليا بهذا الخصوص، تهدف إلى إرساء تصور حول الاحتياطي الإستراتيجي، وأن نتائجها ستكشف في يوليوز المقبل. وتتطرق الدراسة لعدة مستويات، خاصة الاستيراد، والاستثمار في البنية التحتية للتخزين، المتمثلة في مآذن تخزين الحبوب، إضافة إلى تدبير الاحتياطي. وينتظر المغرب موسم حبوب ضعيف، إذ أطلق بنك المغرب صافرة الإنذار في 19 مارس الماضي، خلال انعقاد اجتماع مكتبه، إذ كشف أن إنتاج الحبوب المتوقع سيكون في حدود 25 مليون قنطار، مقابل 55.1 مليون في العام الماضي. وحسب توقعات بنك المغرب، فإن الإنتاج الوطني سيعرف تراجعا مهولا يمكن أن يصل إلى أزيد من 50 في المائة، بسبب الظروف المناخية الصعبة، التي أثرت على المساحة المزروعة من الحبوب، التي تراجعت إلى 2.5 مليون هكتار، مقابل 3.7 ملايين، العام الماضي. وقال رئيس الفدرالية الوطنية للمطاحن، إنه إذا تحققت هذه التوقعات، سنكون أمام أسوأ موسم لم يشهد له المغرب مثيلا منذ 45 عاما، مضيفا أن الواردات ستكون مهمة هذه السنة، إذ يرتقب أن تتراوح ما بين 90 مليون قنطار إلى 100 مليون. عصام الناصيري