“لا نـــريـــد الصـــحــــراء”

شاهد جزائري على مغربية الصحراء 2 الجزائر تبارك تقاسم الصحراء بين موريتانيا والمغرب نسرد في هذه السلسلة من الحلقات، كواليس اعتراف الرئيس الجزائري هواري بومدين، بمغربية الصحراء، علنا ورسميا، وكيف كان هذا الاعتراف التاريخي سببا في محاربته من قبل «الكابرانات» إلى وفاته الغامضة في 1978، والتي قيل إنها كانت بسبب نزلة برد ! كواليس تحدث عنها بومدين وكتاب جزائريون في مذكرات، منع تسويقها وبيعها في الجزائر، بسبب تضمنها لمواقف الرئيس التاريخي للجزائر، بخصوص مغربية الصحراء، وكيف واجه العسكر في مقرهم بالأمر، ودعاهم إلى الاهتمام بشؤون البلد السيئة، عوض معاكسة وحدة ترابية لبلد جار ... ليكون مصيره المعروف واقعا حتميا بالنسبة إليه. ياسين قطيب في 1970، تم اللقاء التاريخي بين الملك الراحل الحسن الثاني وهواري بومدين، إذ كان وديا جدا، وشارك فيه أيضا الرئيس الموريتاني الأسبق المختار ولد داده، في مؤتمر بنواذيبو الموريتانية. ومن بين المواضيع التي ناقشها هذا المؤتمر التاريخي، قضية الصحراء، وتقاسمها بين موريتانيا والمغرب، إذ كان بومدين من أشد الداعمين لهذه الفكرة، وقال تصريحه الشهير آنذاك، إن "الجزائر لا تملك أطماعا في الصحراء". اعتبر تصريح بومدين، تاريخيا وأخويا، واعترافا ضمنيا واضحا بأن الجزائر غير معنية بالصحراء، وأن لها اهتمامات أخرى داخلية، سياسيا واقتصاديا، بل كان يعتبر أن هناك قضايا عربية محورية تثير اهتمام الجزائر أكثر من الصحراء، بل تعتبر الجزائر معنية بها أكثر من قضية الصحراء. واعتبر بومدين في مؤتمر موريتانيا، أن الجزائر تبارك تقاسم الصحراء بين موريتانيا والمغرب، وهي الأساس الذي اجتمع فيه البلدان في ما بعد من أجل إنهاء مسألة الصحراء. بعد فترة قليلة من مؤتمر موريتانيا، فاجأ بومدين الجميع بالانقلاب على تصريحه الأول، وأعلن دعمه للانفصاليين بالصحراء، وهو الأمر الذي فهم بتلقيه توبيخا من قبل القيادة العسكرية بالجزائر، على ما صدر منه في مؤتمر موريتانيا. بعد 1970 ومؤتمر موريتانيا، بدأ بومدين يعاني ارتفاع منسوب العداء له في الجزائر، إذ لامته القيادة العسكرية حول مواقفه، وهو الأمر الذي أشار له الكاتب الجزائري رابح عدالة، في كتاب عنونه ب"هواري بومدين: رجل كفاح ومواقف"، أصدره في 2014. عانى بومدين بسبب هذه القضية كثيرا في آخر سنوات عمره، إذ تلقى الانتقاد أيضا من موريتانيا، التي اعتبرت الانقلاب الغريب في موقف بومدين، "طعنة في الظهر"، وطالبته بتعديل موقفه والعودة للصواب. الغريب في الأمر هو أن الجزائريين قلبوا كل مخرجات المؤتمر، وبدؤوا يروجون للكذب، وأن المؤتمر لم يتحدث عن تقاسم الصحراء بين موريتانيا والمغرب، وهو ما صدم الموريتانيين وكل من حضر المؤتمر. واصل الجزائريون تعنتهم والترويج للكذب، في حضور بومدين، وكأنهم رغبوا في إحراجه أمام المغرب وموريتانيا، ودعموا إنشاء ميليشيا بوليساريو في 1973، والتي عتت في الأرض فسادا. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل دعمت الجزائر الميليشيا بالسلاح، للقيام بأعمال تخريبية في مدن الصحراء، وهو الذي أثار الجانب الإسباني الذي كان يستعمر الأرض في تلك الحقبة. ووجه المغرب طلبا للجمعية العامة للأمم المتحدة، لاستشارة محكمة العدل الدولية، من أجل إعطاء رأيها القانوني حول الأراضي الصحراوية، إذ كان الرد صاعقا لأعداء الوحدة الترابية المغربية، بعدما اعتبرت المحكمة أن هناك رابطا تاريخيا بين الصحراء وسكانها، وبين المغرب وموريتانيا. ضرورة الجلوس لطاولة الحوار اعتبر قرار المحكمة ضربة موجعة من المغرب للجزائر وبوليساريو، إذ كان أرضية لتوقيع المغرب وموريتانيا على اتفاق تقسيم الصحراء في 1976، وهو ما لم يستسغه الجانب الجزائري، الذي دعم ميليشيات بوليساريو بشن هجومات غوغائية على العاصمة الموريتانية نواكشوط، انتهت بوفاة أبرز قادة الانفصاليين، فيما وقع المغرب وموريتانيا معاهدة الدفاع المشترك في 1977. ورغم كل هذه الأعمال الإرهابية، لم يتمكن الانفصاليون من فرض واقعهم، خاصة بعد تدخل فرنسا عسكريا في موريتانيا، تبعتها قرارات للأمم المتحدة، بضرورة الجلوس لطاولة الحوار، عوض إشعال الوضع.

“لا نـــريـــد الصـــحــــراء”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

خبير فلسطيني: الفلسطينيون ممتنون جدا للمساعدة الإنسانية المغربية

الملك يعطي بالرباط انطلاقة العملية الوطنية "رمضان 1445" لفائدة مليون أسرة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات