القاعة المسرحية في صيغة جديدة لاستقبال عروض الفن السابع افتتح مسرح عفيفي بالجديدة، الأربعاء الماضي، أول عروضه السينمائية، بعرض الفيلم السينمائي "الإخوان"، في أول تجربة عرض الفن السابع بقاعة المسرح الذي بات مؤهلا لعرض الأفلام السينمائية بعد تأهيله وتجهيزه بأحدث التقنيات كقاعة سينما مسرح. ويأتي عرض الأفلام السينمائية بقاعة مسرح عفيفي، في إطار تفعيل المرحلة الأولى لمشروع وزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- بإحداث 150 قاعة سينمائية على المستوى الوطني والتي تشمل افتتاح 50 قاعة سينمائية هذا الأسبوع بجميع جهات المملكة. وحدد ثمن التذاكر لمشاهدة الأفلام السينمائية المبرمجة أسبوعيا في 5 دراهم لتلاميذ المؤسسات التعليمية المرخص لها، و10 دراهم للناشئة أقل من 16 سنة، و15 درهما للشباب في سن 16 سنة فما فوق، و20 درهما للكبار. ويعد مسرح عفيفي ثاني قاعة سينمائية بالجديدة، بعدما سبق أن شهدت المدينة في وقت سابق افتتاح قاعة سينما خاصة تحمل "سيني أطلس". وتمت إعادة تأهيل وصيانة مسرح عفيفي، بعدما تم تفويته لقطاع الثقافة وتعيين الممثل هشام بهلول مديرا له، حيث أصبح في حلة جديدة. وأوضح الوزير المهدي بنسعيد، في حفل افتتاح المسرح السنة الماضية، أن تحديث مسرح عفيفي، الذي تم إحداثه بمدينة الجديدة قبل قرن تقريبا، يدخل في إطار تنزيل إستراتيجية الوزارة التي تهدف لتطوير الصناعات الثقافية وجعلها قاطرة للتنمية، ومساهمة في النمو الاقتصادي للدولة والحياة الاجتماعية للمواطنين، حيث تعتبر البنى التحتية أساسا مهما ومحوريا لتحقيق هذه الغاية، مشيرا إلى أن هذه المعلمة البهية ستساهم في تكريس وتنزيل استراتيجية الوزارة التي أصبحت تعطي أولوية خاصة للفنون في ظل المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية، باعتبارها قاطرة للتنمية ووسيلة لإدماج الشباب وممارسي الفن والمهن المرتبطة به في الدورة الاقتصادية لبلادنا، وأحد الروافد الهامة لتوفير فرص الشغل. وقد ارتبط مسرح عفيفي بالحياة المسرحية بالجديدة في كل محطات توهجها، فهذه المعلمة التاريخية والفنية التي عرفت في البداية كقاعة للحفلات سرعان ما تحولت في سنة 1930 إلى قاعة مسرح قدم فيها مديرها الذي كان يشرف آنذاك على جمعية مازكان الفرنسية عروضا لموليير وكتاب فرنسيين آخرين حتى 1946 حيث سيقدم أول عرض مغربي من إخراج إدريس لمسفر ليتحول مسار هذا الفضاء المسرحي بدءا من 1950 ويصبح فضاء لاحتضان التظاهرات الفنية المغربية المتنوعة التي تنظمها المدينة إلى جانب الورشات التكوينية في المسرح. وكانت الجديدة تحتضن أربع قاعات سينما، ويتعلق الأمر بكل من "مرحبا"، "الريف"، "باريس" و"الملكي"، قبل أن يزحف الإسمنت عليها، وتتحول إلى بنايات وقيساريات، ويدفن معها ماض عتيد مع عشاق الفن السابع بالمدينة، التي كانت قبلة لمخرجين كبار في تصوير أفلام سينمائية بأهم معالمها التاريخية، منها المسقاة البرتغالية، التي باتت في خبر كان بعدما تم إغلاقها في وجه الزوار منذ جائحة كورونا بداعي الإصلاح. أحمد سكاب (الجديدة)