الحلي الأمازيغية الملكية تزين الدوحة في أول عام ثقافي بشكل منفرد بين البلدين على امتداد السنة الجارية، تعيش الثقافتان المغربية والقطرية نوعا من التلاحم الفكري والوجداني، من خلال اختيار مبادرة "الأعوام الثقافية"، التي تقدم تبادلات ثقافية طويلة الأمد بين قطر ودول أخرى، المغرب شريكا لها في 2024، إذ من المقرر تنظيم باقة متكاملة تزيد عن 80 فعالية في جميع أنحاء قطر والمغرب على مدار السنة. إنجاز: كريمة مصلي (موفدة "الصباح" إلى الدوحة) يشمل التلاحم بين الدولتين مجموعة من المجالات الثقافية، مثل التنمية الاجتماعية، والتراث الثقافي، والصناعات الإبداعية والابتكار، بهدف تحفيز الاستكشاف والتواصل بين شعبي البلدين، والذي انطلق من خلال معرض الحلي الملكية المغربية، إذ تسعى مبادرة الأعوام الثقافية، برئاسة الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، لإقامة تبادلات ثقافية طويلة الأمد بين قطر والدول الشريكة، بهدف تعزيز الاحترام بين الثقافات المتنوعة، عبر تطوير برامج متعلقة بالجوانب الثقافية كافة، باعتبارها جزءا من نسيج الحياة اليومية. الشيخة المياسة: نسج روابط جديدة قالت الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني، رئيسة مبادرة الأعوام الثقافية "تمثل شراكتنا في 2024 مع المملكة المغربية أول الأعوام الثقافية التي تحتفي بها قطر مع إحدى دول شمال إفريقيا بمفردها، حيث تجمعنا صلات عميقة مع هذا البلد"، لافتة الانتباه إلى أن هذه المبادرة ستمنح شعبي البلدين العديد من الفرص السانحة للاطلاع على ثقافة الطرف الآخر، ونسج روابط جديدة، مع التركيز، بشكل خاص، على التراث الثقافي وتأثيره المستمر على الحياة المعاصرة، وسط تطلع إلى برنامج حيوي واسع النطاق يأمل أن يكون له أثر عميق على كل من المجتمعين القطري والمغربي في المستقبل. وانطلقت مبادرة الأعوام الثقافية، منذ 2012 من قبل الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، بناء على إيمان بأن التفاعل الثقافي أداة فاعلة تسعى لإيجاد أرضية مشتركة بين المجتمعات المتنوعة، وعادة ما يتضمن برنامجها فعاليات تشمل المعارض الفنية، والمهرجانات الثقافية، والشراكات التعليمية، وبرامج التبادل، التي يتم تنظيمها بالتعاون مع مشاركين محليين ودوليين. وخلال السنة الجارية ستعود مبادرة الأعوام الثقافية الطويلة الأمد مع العام الثقافي "قطر المغرب 2024"، حيث سيقوم مصورون من قطر والمغرب، في رحلة التصوير الفوتوغرافي أطول برنامج تبادل ثقافي في المبادرة، باستكشاف المناظر الطبيعية في البلدين، وستلتقط عدساتهم مناظر تجسد التنوع الثقافي، وبالإضافة إلى ذلك، سيتم استكشاف التقاليد المشتركة بين البلدين في الفنون والحرف اليدوية من خلال برامج الإقامة الحرفية وورشات العمل المقدمة للجمهور، وستقام أيضا معارض ضخمة وتجارب في الطهو وفعاليات رياضية على مدار العام. كما سيتضمن بينالي دوحة التصميم، الذي تم الإعلان عنه في وقت سابق، تعاونا مع مصممين مغاربة ضمن إطار العام الثقافي "قطر ـ المغرب 2024"، حيث يعرض البينالي، الذي يقام كل عامين، ملامح التميز والابتكار في مجتمع التصميم في دولة قطر ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ يعد بمثابة منصة جديدة للعاملين في مجال التصميم من جميع أنحاء العالم العربي، ما يسهم في بناء المسارات المهنية ويتيح فرص التفاعل مع محترفين مرموقين في مجال التصميم من شتى أنحاء العالم. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز الاحترام بين الثقافات المتنوعة وتحفيز الشعوب على الاتحاد معا وتعزيز الروابط وتشجيع الحوار وتعميق التفاهم. المتحف الوطني... ذاكرة قطر يروي المتحف، الذي افتتح عام 2019، قصة قطر وتراثها وثقافتها عبر وسائل عدة تتنوع بين القطع الفنية والأفلام وسرد القصص والموسيقى وغيرها من الوسائل ليضم طائفة واسعة من العلوم والتاريخ الشفهي، تعبر عن شعب دولة قطر. وينقسم المتحف إلى عدة أقسام يتناول كل منها موضوعا معينا، حيث تسير صالات العرض في المتحف وفق تسلسل زمني، يقطع خلالها الزائر 1500 متر عبر رحلة مليئة بالتجارب التفاعلية التي تخاطب حواس الزائر المختلفة. استلهمت فكرة تصميم مبنى المتحف الفريد، الذي صممه المهندس المعماري الشهير جان نوفيل الحاصل على جائزة "بريتزكير"، من وردة الصحراء، فالتصميم على هيأة أقراص كبيرة متشابكة ذات أقطار ومنحنيات مختلفة وتشكل في مجموعها ما يشبه القلادة التي تحيط بالقصر التاريخي للشيخ عبد الله بن جاسم آل ثاني (1880 - 1957) نجل مؤسس قطر الحديثة. المتحف الإسلامي... المغرب حاضر بمجوهراته اكتسحت الحلي والمجوهرات الأمازيغية التي هي في ملكية القصر الملكي، حيزا مهما في الطابق الرابع من متحف الفن الإسلامي بالدوحة، في إطار العام الثقافي القطري المغربي، وهي المرة الأولى التي تعرض حلي وجواهر أمازيغية في ملكية القصر الملكي، خارج المغرب، وهو ما يعبر عن رمزية كبيرة بالنسبة للمغرب لأنه يشكل فرصة للتعريف بثراء الثقافة والتراث المغربيين. وقالت شيخة النصر، مديرة متحف الفن الإسلامي، إن معرض الحلي المغربية بالمتحف الإسلامي القطري، يعد أول نشاط ضمن فعاليات السنة الثقافية المغربية القطرية، ويتم خلاله عرض ما يقارب 220 قطعة حلي فضية رائعة تظهر التنوع الثقافي ومدى الحرفية العالية في المغرب، مشيرة، في تصريح لـ "الصباح"، إلى أن قطر تفتخر بأنها أول مرة تعرض هذه المجموعة خارج المغرب في المتحف الإسلامي، مؤكدة، في الوقت نفسه، على وجود مشاريع عدة بين البلدين خلال السنة الثقافية قطر المغرب. واعتبرت مديرة المعرض أن عرض المجوهرات والحلي المغربية يشكل تنوعا حضاريا للمغرب، بالإضافة إلى مقتنيات أخرى مغربية ضمن المتحف الإسلامي، من أهمها الحلي التاريخية المعروضة في القاعة رقم واحد للمعرض التي تشكل واجهة المعرض وتضم مختلف أنواع الثقافات الإسلامية عبر العالم، بالإضافة إلى عدد من المخطوطات والمصاحف الرائعة من المغرب، التي تمتاز بالخط العربي الرائع الذي يميزها عن مختلف البلدان. وتقدم قاعات العرض الـ 18 مواضيع تاريخية وثقافية، ولفترات زمنية، ونطاقات جغرافية، يكتشف من خلالها الزائر تقاليد عظيمة لمهارة الصنعة الإسلامية، في العديد من الدول، ويعتبر المتحف من العجائب المعمارية التي صممها المهندس المعماري "آي إم بي"، الحائز على جائزة بريتزكر. ويشتمل المتحف على أربعة طوابق تتضمن معارض دائمة ومؤقتــة ومتجر هدايا ومقهى، كما يضم مكتبة تراثية، تحتـــوي علـــى 21 ألف كتاب، منها 2000 نسخة نـــادرة باللغتــــين العربية والإنجليزية.